سلطانة

الأمومة السامة تعرض الأبناء للإجهاد المزمن..احذريها

في العلاقة بين الأم والطفل تقع المسؤولية الكبرى على الأم، خصوصا في مرحلة الطفولة، فلا يمكن تحميل الطفل مسؤولية العلاقة، لذا فإن كل شعور سلبي يشعر به الطفل تجاه أمه ربما هو ناتج عن فعل من الأم.

ويرى البعض أن حب الأمومة فطريا، إذ تشعر به المرأة منذ علمها بأن رحمها يحتوي جنينا، لكن المسألة لا تناقش هل تحب الأم أطفالها أم لا، إنما تناقش لماذا توجد علاقات سامة بين الأم وأبنائها رغم قدسية العلاقة المفترضة؟

ويشير خبراء علم النفس إلى أن الأم السامة عاطفية للغاية ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، لكنها قد تتحول إلى أم سيئة ومؤذية وذات سلوك تعسفي، وهو ما يؤثر على الصحة العقلية والعاطفية للطفل.

وقالت الكاتبة الهندية أيوشي غوبتا، إن الأمومة السامة غالبا ما تنبع من الرغبة في توفير الرعاية الضرورية للأبناء، لكنها قد تنقلب إلى عكس ذلك.

وتحب الأم السامة نفسها وتهتم برغباتها واحتياجاتها ولا تفكر أبدا في الآخرين، كما تقلل من احترامهم وتفتقد للتعاطف واللطف، وتتلاعب بمشاعر الأبناء وتسيء لهم عبر التكذيب والاستخفاف والتأنيب، وتعتقد أنها دائما على حق وتتصرف من منطلق المنافسة.

ويؤكد خبراء علم النفس أن أهم علامة تدلّ على أن أحد الوالدين سام هو عدم احترامه للحدود، فقد ينتهك خصوصية الابن دون إذن ويحاول التحكم في حياته، مشيرين إلى أن أهم تأثيرات وتبعات التربية السامة على الأبناء أنهم يصبحون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق، وأكثر عرضة للمعاناة من اضطرابات ما بعد الصدمة، كما يتعرضون للإجهاد المزمن واحتمال مواجهة مشاكل صحية أخرى، إضافة إلى أنهم يصبحون أكثر استجابة للإجهاد بشكل متواتر، وغير قادرين على فرض أي حدود شخصية أو رفض طلبات الآخرين.

ومع الآباء السامين غالبا ما يقضي الأبناء الكثير من الوقت في التفكير بالتعليقات العدوانية السلبية والشعور بالذنب مما يزيد من شعورهم بالإرهاق، كما أن الأشخاص الذين ينشؤون في أجواء سامة أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في القلب بمرحلة لاحقة.

وينمو الطفل مع احتياج طبيعي للشعور بالحب والقبول غير المشروط من أمه، وبينما تؤكد الصورة الذهنية النمطية عن الأم أنها نبع الحنان ومصدر الأمان، فعلى عكس المتعارف عليه هناك أمهات لا يستطعن التعامل معها، وكأنهن لا يعرفن كيف يحببن أبناءهن، أو على الأقل كيف يعبرن عن هذا الحب بطريقة صحية، وكأنهن أصبحن أمهات استجابة لسيناريو معد سابقا بلا رغبة حقيقية في الأمومة.

vous pourriez aussi aimer