سلطانة

روبورتاج: السياحة الإلكترونية بالمغرب فرصة لبناء ما هدمه كورونا


تأثر قطاع السياحة بشدة في المغرب، وذلك بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ تراجعت أعداد الرحلات والسفر بشكل كبير، وتكبدت الوحدات الفندقية وشركات الطيران خسائر فادحة، فيما يحاول المسؤولون إيجاد طرق مبتكرة لتضميد جراح السياحة المغربية.

ورغم منح الضوء الأخضر للعديد من الأنشطة لاستئناف عملها، ما زالت العديد من المناطق السياحية بالمغرب تفتقد لأجواء السنوات السابقة، وتعاني في صمت، وكلها آمل في أن ينتهي الوباء قريبا ويغادر بدون عودة.

وبهدف التقليل من حدة الازمة، وإعادة الحياة إلى القطاع الذي يغني خزينة الدولة، قامت مجموعة من المبادرات مؤخرا تسعى للنهوض بالسياحة الداخلية، خاصة في المجال الرقمي من خلال إطلاق منصات إلكترونية للترويج للمؤهلات التي يزخر بها المغرب وتقديم عروض وتخفيضات مغرية.

وأطلقت بداية هذا الأسبوع منصة للترويج السياحي بجهة فاس مكناس، تم إعدادها بتسع لغات، بمبادرة من ائتلاف مهنيي السياحة.

وتسعى المنصة إلى إعادة الحياة لقطاع السياحة، حيث ستروج للمؤهلات التي تزخر بها كل من عمالة فاس، ومكناس، وصفرو، ومولاي يعقوب، وتازة، وإفران، وبولمان، والحاجب وتاونات، باللغة العربية والأمازيغية والعبرية والفرنسية والانجليزية والألمانية والاسبانية والروسية والصينية.

وفي هذا الصدد قال محسن بنعمر، يشتغل رفقة عائلته في مطعم بمدينة إفران، ويقدمان خدمات ترفيهية للزبائن، إنه يستعين بمواقع التواصل الاجتماعي بهدف إبراز المؤهلات السياحية التي تزخر بها سويسرا المغرب، والترويج للمأكولات الشهية والخدمات الترفيهية التي يقدمها المطعم.

وأضاف المتحدث في تصريح لمجلة سلطانة، أنه رغم تراجع الاقبال مقارنة بالسابق، إلا أن التكنولوجيا والانترنت ساعدت القطاع السياحي في استرجاع ولو جزء قليل من عافيته.

السياحة الجبلية بدأت تشق طريقها بثبات نحو طريق العودة إلى نشاطها الطبيعي، وذلك حسب بيانات الفنادق والمنتجعات السياحية، حيث أفادت أن نسبة ملئ الفنادق أصبحت تسجل أرقاما مرتفعة خاصة نهاية الأسبوع.

كريمة طالبة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بالرباط، صرحت لمجلة سلطانة أنها محبة للسفر، وبفضل بعض الصفحات على موقع الفيسبوك اكتشفت مناظر خلابة ما دفعها للتعجيل بزيارة منطقة اوريكا بهدف الاستمتاع عن قرب بما جادت به الطبيعة.

وزادت الطالبة قائلة ” المغرب يتوفر على مؤهلات طبيعية وسياحية هائلة، ما يستدعي من الجهات الوصية بالترويج أكثر لها” مبرزة أن هذه المبادرات التي تسعى للدعاية لجمال المغرب في الانترنت رائعة ويجب أن تشمل جميع المناطق التي منحتها الطبيعية جمالا ورونقا خاصا.

تشكل عطلة نهاية الأسبوع فرصة للعديد من شرائح المجتمع خاصة الطلبة، بمختلف الأعمار لمزاولة عمل موسمي يمكنهم من كسب بعض المال لسد حاجياتهم الضرورية، خاصة في مدن الشمال التي تفتقر للمعامل والشركات التي من شأنها أن تمتص الأعداد الكبيرة من العاطلين.

علاقة بالموضوع، يقول أنس، وهو طالب جامعي في شعبة القانون بكلية الناظور لـــ “سلطانة” إنه يشتغل مع خاله في نهاية الأسبوع بمقهى شعبي يطل على شاطئ “تشارانا”، معتبرا أن المنطقة تُغري السياح الأجانب كما المغاربة للاصطياف والتخييم وكسر رتابة الجو.

وشدد الطالب بحسرة، أنه لولا الصور المنشورة على الانترنت لما عرفت المنطقة، إلا أن هذه السنة الوضع يشير إلى غير ذلك، بسبب فيروس كورونا وتداعياته التي أرخت بظلالها على مختلف الأنشطة السياحية والخدماتية بالمنطقة.

وسعيا منها لدعم السياحة، في خطوة تعكس حرص السلطات على دفع عجلة هذا القطاع للدوران، كونه يشكل رافدا مهما للاقتصاد ومحركا للتنمية، خصصت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، دعما بنحو 534 مليون درهم لفائدة قطاع السياحة والنقل الجوي وذلك في إطار مشروع قانون المالية 2021.

ويأتي هذا الإجراء مدفوعا بتبعات إغلاق الحدود وإجراءات الحجر الصحي المفروضة لكبح تفشي فايروس كورونا، ما تسبب في أزمة غير مسبوقة ضربت جميع القطاعات العاملة والمرتبطة بالسياحة.

ويذكر أن مديرية الدراسات والتوقعات المالية، كانت قد أفادت بأن المداخيل السياحية تراجعت بنسبة 59.5 في المئة سنة 2020، بخسارة قدرها 35.8 مليار درهم، في حين أن نسبة السياح الوافدين سجلت انخفاضا بنحو 78 في المئة خلال في نفس السنة.

vous pourriez aussi aimer