نجاة رشدي… وجه نسائي مغربي في صدارة المشهد الانساني الأممي
مسلحة بتجربتها الواسعة ومعرفتها الدقيقة بالملفات التي تشرف عليها، تمكنت نجاة رشدي بفضل طاقتها الكبيرة على العمل من فرض نفسها في الدوائر العليا، التي كانت حكرا على الرجال، للعمل الانساني والتنمية ضمن منظومة الأمم المتحدة، بعدد من أفقر المناطق بالعالم.
انضمت نجاة رشدي إلى المنظومة الأممية عام 2000 بعد مسار إداري وسياسي لامع بالمغرب، وعرفت كيف تصعد درجات سلم منظمة الأمم المتحدة بشكل سريع، خاصة في مجال التنمية ومكافحة الفقر والإغاثة الإنسانية، ما مكنها من أن تصبح منسقة للشؤون الإنسانية وممثلة مقيمة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في الكاميرون منذ عام 2013.
مسار هذه المرأة المغربية اللامعة تقدم خطوة أخرى في سلم النجاح الأممي حين عينت الخميس الماضي، من طرف الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في منصب نائبة الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا).
كما ستشغل أيضا منصب منسقة مقيمة، ومنسقة إنسانية للأمم المتحدة بإفريقيا الوسطى، وكذا ممثلة مقيمة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.
وأسرت في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه “شرف كبير أن يتم تعييني في هذا المنصب وأن أحظى بثقة الأمين العام”، مبرزة بكثير من الاعتزاز والتواضع أن هذا التعيين يجسد “مساهمة المرأة المغربية” في حفظ السلام وترسيخ القيم الكونية لميثاق الأمم المتحدة.
واعتبرت أن هذا التعيين يحمل أيضا “إشارة لكل نساء العالم أنه يمكنهن النجاح إذا اشتغلن بجد، وأن يقمن بعملهن بشغف واقتناع”.
ولعل العمل بجد هو الشيء الذي لم تفتأ السيدة نجاة رشدي القيام به منذ انطلاق مسيرتها المهنية، إذ كانت بين سنتي 1999 و 2003 أول امرأة تشغل منصب الكاتب العام المكلف بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، حيث عرفت كيف تتجاوز مجموعة من الصعوبات التي كانت تواجه هذا النوع من الشركات.
في سنة 2003، قررت أن تحلق على المستوى الدولي، حيث شغلت منصب مديرة إقليمية من أجل تكنولوجيات الإعلام والاتصال في خدمة التنمية بالمنطقة العربية، وهو برنامج تابع للمكتب الإقليمي للبلدان العربية، والذي من خلاله يقدم مساعدة للبلدان العربية للاستخدام الجيد لهذه التكنولوجيات، كما يمنح فرصا لمجتمع المعرفة لتقليص الفقر وتحسين اداء القطاعين العام والخاص.
بين سنتي 2003 و 2013، اشتغلت مديرة مساعدة لمكتب برنامج الأمم المتحدة للتنمية بجنيف، حيث كانت تشرف على المفاوضات السياسية حول حزمة المواضيع المتعلقة بأهداف الألفية للتنمية ومكافحة الفقر، لتساهم بالتالي في “تعزيز مكانة البرنامج إزاء المانحين التقليديين وغير التقليديين”.
وفي أبريل 2013، كانت المناسبة سانحة بالنسبة للسيدة نجاة رشدي لتحتك مباشرة بالمعاناة الانسانية بعد تعيينها في منصب المنسق المقيم والإنساني للأمم المتحدة، وممثلة مقيمة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالكاميرون، وهي المهمة التي قامت بها على أكمل وجه، قبل تعيينها بإفريقيا الوسطى نائبة للممثل الخاص لبعثة (مينوسكا).
- عزيز رامي – وكالة المغرب العربي للأنباء