ليلى العابدي تكتب : لماذا خلقني الله؟
دوما ما تساءلت لماذا خلقني الله؟
سبب السؤال بسيط للغاية……
حين كنت أسمع من يتحدث على المنبر وأنا طفلة ومراهقة بعدها، يقول ويكرر أنني ناقصة عقل ودين، وضلع أعوج، ولكي أكون وأوجد علي إيجاد رجل يقبل بهذا المشروع الفاشل، لكي يسترني ويضمني لأشيائه، ثم حين يتحدث أحد المشايخ عن تكريم المرأة يقول أن الله آتاني نصف إرث أخي الأصغر فقط لكونه ذكرا، بعد أن كان العرب يعتبرون أخواتي في الجنس جزءا من الإرث.
ربما يوسوس الشيطان لي حينها أن الله يكرهني وخلقني لكي أحس بالمهانة والذل، وللشعور بالفخر علي أن أقدر تكريم الإسلام لي بجعل رجل قيما علي.
أليس الأمر محزنا ومخيبا للآمال…..
تمر السنون وأستطيع قراءة أشياء أخرى غير “كريم يلعب الكرة وفاطمة تساعد أمها في المطبخ”………
أعلم حينها أن للأحاديث النبوية درجات صحة وسياق وسبب، وأن الدين ليس فيه فقط، ” للذكر مثل حظ الأنثيين”، وأن للحديث تتمة تفسر معناه عكس ما قيل لي وعكس ما يقال.
حينها أعلم أنني خليفة الله في الأرض، ولست خادمة خليفة الله في الأرض، حينها أحس بالمسؤولية، المرتبطة بالحرية دوما.
حينها فقط أعلم لم خلقني الله حرة لأعبده بالعقل، وأحس أنني مكمل للرجل ولست أمة عنده، أن لي دورا ومسؤولية أحاسب عليها من نفسي قبل أي كان.
حينها يكون لوجودي معنى، ويكون للآيات معنى يسمو بي ولا يذلني، وأعرف أن لفاطمة دورا غير مساعدة أمها في المطبخ.