هل المغرب بلد مستعد لمواجهة الكوارث؟
“على لجن اليقظة أن تكون على أهبة الاستعداد قبل وقوع الكوارث الطبيعية وليس بعدها”، هكذا أوضح علي شرود، الأستاذ المتخصص في “جيودينامكية” الأرض والبيئة،
الأستاذ بجامعة مولاي إسماعيل، والخبير في المناخ، أوضح في اتصال هاتفي مع “سلطانة”، أن المغرب سيشهد خلال السنوات القليلة المقبلة، مزيدا من الأزمات الطبيعية.
ويوافق هذا التصريح، ما جاءت به نتائج دراسة مؤسسة “جرمن ووتش” الألمانية، حول مؤشر المخاطر المناخية.
وتقول المؤسسة إن البلاد معرضة لوقوع كوارث، من قبيل موجات المد البحري (تسونامي)، وخطر الزلازل والفيضانات.
جفاف وزلازل
يقسم خبير المناخ، الكوارث التي ستلحق بالمغرب، بين كوارث غير موسمية (مثل الزلازل) وأخرى موسمية، من قبيل الفيضانات وانجراف التربة، ويبقى أصعبها الجفاف.
فبحسب المصدر ذاته، يعيش المغرب بدايات موسم جفاف، راجع لتقلبات المناخ، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وقلة التساقطات المطرية.
من جهة أخرى، يشهد ساحل مدينتي الحسيمة والناضور، هزات أِرضية يومية، لكونه يقع في منطقة نشطة للصفائح التكتونية.
ويتوقع الأستاذ شرود حدوث مزيد من الهزات على المدى القريب. ومنذ مطلع هذه السنة، عرفت المنطقة هزات أرضية تباينت قوتها بين 5.2 درجة و6.3 على سلم ريشتر.
كيف السبيل إلى مواجهة المخاطر؟
“على الحكومة أن تنجز دراسة عن “خرائط المخاطر” (les cartes des risques)، وذلك يعني أن تدرس المخاطر المحتملة في كل منطقة من مناطق المملكة وتتخذ في شأنها الإجراءات اللازمة قبل حدوث الكوارث وليس بعدها”، يقول الأستاذ شرود.
وعلى سبيل المثال تحدد منطقة الشمال على أنها الأكثر عرضة لخطر الزلازل، وتحديد الأولويات حسب شدتها. في هذه الحالة تتقدم الحسيمة عن باقي المدن، ويجب الأخذ بعين الاعتبار ملائمة البنية التحتية لها مع طبيعة المنطقة (طرق وسكك حديدية وعمارات مقاومة للهزات الأرضية…).
ومثلها في منطقة الجنوب، التي عانت قبل سنة من فيضانات قاتلة، “حيث إن الحكومة مطالبة ببناء قناطر مثلا قوية باسمنت مسلح فعال، وفي آجال قريبة..”.
فهذه الإجراءات، من شأنها أن تنقذ أرواح المغاربة، “المطالبين بدورهم بأن يكونوا على وعي كاف بمخاطر المنطقة التي يعيشون فيها، وكيفية التصرف في حال وقوع أزمات، سواء كانت فيضانات أو زلازل أو انجراف التربة”، يقول الأستاذ علي شرود.