ليلى العابدي تكتب : سلطة العقل
يقول إخواننا المصريون حين الحديث عن معرفة الله، عبارة ربما حفظناها كمغاربة، خاصة من كان يدمن على الانتاجات المصرية، وأنا كنت منهم، « ولي حديث عن صورة المرأة في الانتاجات الدرامية العربية عموما لاحقا في هذا الركن ».
« هو ربنا عرفوه بالعقل »
لكن هل حقا عرفو الله بالعقل؟ هو سؤال ربما منعت الكثيرات من البوح به، أو حتى التمتع بطرحه خفية.
أين العقل في حياة المغربية؟ ربما ستكون الاجابة على هذا السؤال متفاوتتة حسب الانتماء للطبقات الاجتماعية، والحساسيات في المجتمع بكل تلاوينه، فلكل من الأمازيغية والعربية والحسانية وكل ألوان طيف هذا الشعب إجابة حسب سلطة المرأة على حياتها نفسها قراراتها وعقلها أكيد…..
أحب التفسير الذي أعطاه الروائي المصري يوسف زيدان لأسباب ما تعيشه المرأة في المجتمع العربي حين تحدث في روايته ” ظل الأفعى ” عن البنية الإحتقارية في المجتمع.
التوصيف كان دقيقا حيث تحدث زيدان عن أن الاحتقار الذي يعيشه الرجل العربي في اتجاهين، أي أنه يحتقر بفتح الياء وكسر القاف، ويحتقر بضم الياء وفتح القاف، هو ما يجعله يمارس الاحتقار كرد فعل طبيعي على أضعف حلقة في محيطه والتي غالبا ما تكون امرأة، زوجة كانت أو أما أو أختا أو إبنة.
في ذات الرواية يجعل زيدان الأم تلك الثائرة، التي غادرت الوطن جسدا وفكرا، هي التي تنور عقل ابنتها وتوضح وتسرد تاريخ النساء من التقديس للتدنيس.
التنوير هنا في الرواية سيكون عبر سرد ما تقول عنه الأم حقائق ثم تترك الخيار لابنتها، في الاستمرار، أو اتباع سبيل الأم والثورة على كل شئ حتى الوطن.
هنا سأترك زيدان وسأوضح ما أعتقده، الثورة يجب أن تكون عند المرأة داخلية فقط والزمان سيتكفل بالباقي، ثورة على كسلها وخمولها، ثورة على نفسها، في مواجهة نفسها.
ثورة في مواجهة اتكالها على الآخر مهما كان جنس هذا الآخر، ثورة على انتظاريتها لفارس الأحلام الذي سيحقق لها كل شئ.
ثورة في مواجهة منطقة الأمان، والأفكار الجاهزة، والنماذج التي يصنعها الإعلام للمرأة الثائرة، أو ” السوبر وومن “.
حين تملك المرأة الشجاعة على السؤال أي سؤال، حين توجه السؤال لنفسها أولا وللعالم ثانيا، حينها فقط، ستملك سلطة عقلها، قراراتها، مصيرها، والباقي الزمن كفيل بحله.