سلطانة

الخيانة..حلال على الزوج، حرام على الزوجة !

هل خيانة الرجل لزوجته حلال؟، هو سؤال يتبادر إلى ذهني، كلما سمعت قصصا عن زوجات يتسترن على فضائح أزواجهن وخيانتهم لهن، رغم الألم الذي يخلفه في أنفسهن.

هي حرقة استشعرتها “سلطانة” خلال سماعها قصة فضيلة ذات الأربعين عاما، وكيف أن زوجها دأب على خيانته، دون أن تحرك ساكنا.

تقول فضيلة وهي وأم لأربعة أطفال، :” أخبرني الجيران أنهم شاهدوه برفقة امرأة أخرى على متن دراجته النارية..رفضت تصديقهم في البداية رغم أن الشكوك كانت تساورني حول غيابه الطويل والمتكرر..”.

الغياب الطويل لساعات تحول لأيام، ومنه إلى هجر بأسابيع وشهور. غاب الرجل، وأهمل واجباته كأب وزوج. ما دفع بفضيلة إلى الخروج بحثا عن عمل تعيل به أولادها.

safe_image (18)

لماذا التمييز بين الرجل والمرأة؟

بعد مرور سنة على غيابه، تيقن لفضيلة أن زوجها خانها ليس مع امرأة واحدة، ولكن مع كثيرات.

” في واحدة من المرات التي زارنا فيها أخبرني صراحة بأنه على علاقة مع نساء، واحدة منهن كانت متزوجة ولها أطفال”.

رغم هول الفاجعة، قررت فضيلة أن تلتزم الصمت، وأن تخفي خيانة الزوج، الذي لم يكتف بالهجر والخيانة، وإنما حاول تشويه سمعتها أمام الملأ، متهما إياها بـ”الفساد”.

“تعمد أن يشوه سمعتي لأني رفضت التوقيع على ورقة تشهد بتنازلي عن نصيبي في منزل عملت طوال حياتي من أجل بنائه”.

وحين سألتها “سلطانة” عن رد فعل الجيران حيال اتهامه لها بالخيانة ردت قائلة: ” قالولي مابغينا صداع”، موضحة أن الكل لزم الصمت، ورفضوا التدخل لحل المشكل رغم علمهم بأنه هو من كان يخونها وليس العكس.

safe_image (16)

يقول وليد، شاب يعمل كمرشد سياحي بمراكش، إن الخيانة جرم عظيم سواء ارتكبه الزوج أو الزوجة، “وما لا أقبله لنفسي لا أقبله لغيري”. بينما اعتبرت نورة، التي تدرس في مدرسة علوم الإعلام، إن المجتمع المغربي “مجتمع مريض التفكير ومعاق فكريا” لذلك يرى أن الزوج حر فيما يفعله، بينما يجلد المرأة دون رحمة.

“هذه الآفة موجودة في معظم المجتمعات، بما فيها تلك التي تسمح بالدعارة وتقننها، إذ إن كثيرا من الإجراءات القانونية تعاقب العاهرة وتغمض عينها عن رجلين يستفيدون منها، الأول النخاس المعاصر الذي يدير الدعارة، والثاني الزبون الذي يؤدي ثمن شهوته”، هكذا يوضح الدكتور حسن السرات، مؤلف كتاب “الإباحية الجنسية سلاح دمار شامل”

ويضيف في تصريح لـ”سلطانة” بأن التعامل مع انزلاقات المرأة الجنسية في المجتمعات الإسلامية والعربية يكشف عن نرجسية الرجل الذكر وساديته في بعض الأحيان.

safe_image (20)

هي نرجسية، بحسب الدكتور، لأن الذكر يفضل نفسه ويبرؤها من التهمة ويلصقها بالأنثى مع أنه شريك ومستفيد. وهي سادية لأن الذكر هنا يستحل تعذيب الأنثى ويجد في ذلك متعة ولذة.

“ومع الأسف هذا كله ظلم في ظلم لأن المسلمين ابتعدوا عن شريعة ربهم التي ساوت بين الذكر والأنثى في الثواب والعقاب معا..” يقول السرات، فقد تحدثت سور وآيات قرآنية عن “الزاني والزانية”،  و”الخبيثين والخبيثات” و”الطيبين والطيبات”، وأكثر من ذلك هاجم الإسلام الذين يجبرون فتياتهم على الفساد، معتبرة الرجل هو المسؤول الأول وليس المرأة.

vous pourriez aussi aimer