لماذا يخفي الفنانون المغاربة أجورهم في الإعلانات ؟
يظل السؤال حول أجور الفنانين في المغرب سؤالا “ممنوعا”، لا تتم الإجابة عنه، إلا في مناسبات قليلة. وخاصة الأجور في عالم الإعلانات، الذي باتت في الآونة الأخيرة، مصدر دخل للعديد من الفنانين المغاربة، في وقت تعرف فيه الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية ركودا،حسب تصريحات أغلب من يمارسون الفن في المغرب .
“سلطانة” سألت العديد من فنانين مغاربة عن أجورهم في “الإعلانات”، لكن سؤالنا ظل بدون إجابة، بل أن أغلبهم طلب عدم ذكر اسمه في الموضوع. مما جعلنا نطرح سؤالا اخر عن سر إخفاء الفنانين المغاربة لأجورهم في الإعلانات .
التخوف الضريبي
يقول عبد الرحيم ماجيدي، مدير مكتب للحسابات بالدار البيضاء، أن أغلب الفنانين المغاربة، يخافون من إعلان أجورهم بصفة عامة، والإعلانات بشكل خاص، تخوفا من الضريبة التي يمكن أن تفرض عليهم، بعد قانون الفنان، الصادر في 17 يوليوز 2003.
ويفسر ماجيدي”فرغم أن قانون وبطاقة الفنان جاءا لتنظيم الوسط الفني في المغرب ومنح امتيازات كبيرة لحامليها تتمثل في الاعتراف بالفنانين وبمساهمتهم في بناء المجتمع وفي توعيته، وحماية المهنة من الانتهازيين والدخلاء المتطفلين الذين يسيئون إلى الميدان، كما تضمن للمهنيين أولويات حقهم في الشغل، وتساهم في حماية حقوقهم المادية والمعنوية في إطار العلاقة المهنية مع المنتجين، وتخول المجال للتعاقد مع جميع “المؤسسات التي يتعاملون معها، وتؤهلهم لعقد اتفاقيات الشراكة المختلفة الأبعاد والتوجهات.
ويضيف ماجيدي “إلا أنه في المقابل فرض ضريبة الدخل على الفنانين والمثقفين الذين يمارسون نشاطات فنية وثقافية مدرة للدخل،كمشاركتهم في أعمال تلفزيونية وسينمائية، أو المثقفون الذين يصدرون كتبا ومؤلفات تتكفل بترويجها بيعها وتوزيعها دور النشر وشركات التوزيع، وكذلك شركات الانتاج التلفزيونية والسينمائية وشركات إنتاج الألبومات الغنائية، والمخرجون وكتاب السيناريو.”
العين والحسد
وإذا كان التخوف الضريبي عاملا لإخفاء الأجر عند البعض،فالخوف من الحسد والعين عامل اساسي لإخفاء الأجر الذي يكون بالملايين ،عند البعض الاخر . تقول فنانة طلبت عدم ذكر اسمها ،أنها تبتعد عن الإفصاح عن أجرها ،سواء في الحفلات أو الإعلانات ،خوفا من “عيون الحساد “،فرغم ان السؤال يطرح عليها مرارا ،إلا أنها تتجنب الإجابة عنه بتغيير الموضوع .
وأضافت نفس الفنانة أن أول ما تهتم به شركات إنتاج الإعلانات والفنان على حد سواء ،هو”العقد”،الذي يفترض أن تكون الأرقام فيه سرية وبعيدة عن متناول العموم .وفي حالة كشف الرقم ،بطريقة أو بأخرى ،يتم الإتفاق على عدم النفي أو التأكيد .
تكهنات وإشاعات
بين الفينة والأخرى ،يتم تداول أرقام في الوسط الاعلامي ،وحتى بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ،لتشبع فضول الجمهور لمعرفة أجور الفنانين عن لقطة ترويجية لماركة أو فكرة معينة .فبعد صدور إعلان الفنان الكوميدي حسن الفد ،الذي أنتجته وزارة التجهيز والنقل بشراكة مع اللجنة الدائمة للسلامة الطرقية ، تناقلت مواقع إلكترونية وجرائد مغربية أخبارا تفيد أن الفذ تقاضي أزيد من 400 مليون سنتيم .بل أن بعض وسائل الإعلام تداولت وثائق لعقود وحسابات بنكية لم يتم التحقق من صحتها .
أما دنيا بوطازوت ، فراجت أرقام تقول أنها تقاضت أزيد من مليار سنيتم عن مجموع الإعلانات التي صورتها لفائدة شركة اتصالات . و350 مليون عن إعلانات مسحوق التصبين .مريم الزعيمي أيضا لم تسلم من التكهنات ،فهناك أرقام تتحدث عن أزيد من 300 مليون سنتيم ،تقاضتها لتصور عدة إعلانات لفائدة ماركة شاي مغربية .
حسن الفذ ودنيا بوطازوت ومريم الزعيمي ،وغيرهم .. لم يخرجوا بتصريح إعلامي واحد ، ينفي أو يؤكد أرقام أجورهم في عالم الإعلان، حيث لا شيء مستحيل ،وجميع الأرقام مهما ارتفعت ممكنة .