سلطانة

النساء بالحافلات.. أكثر عرضة “للسرقة والتحرش”

لم يعد غريبا أن تَركب حافلة بالرباط دون أن تتوقع أنك ستصادفك ممارسات سيئة، “كالسرقة، والازدحام، والتحرش الجنسي، والسب والقذف، ووقوع مشاجرات بين النساء والرجال… وغيرها”، هي ممارسات سلبية مملة اعتدنا عليها، وصارت تتكرر بشكل يومي إلى درجة أنها أصبحت عادة مألوفة.

Bus Station. Rabat, Morocco

ومع وجود خصاص كبير في الحافلات بالعاصمة، يضطر المواطنون إلى ركوب “الطوبيسات”، رغم الازدحام والاكتضاض الذي تعرفه، وهو ما يُسفر عن وقوع احتكاكات بسيطة عادة ما تنتهي إلى السب والقذف والصراخ (…)، هذا ما أكدته هند، الطالبة بكلية الآداب بالرباط، حينما قالت باللهجة العامية، “أكره شيئا اسمه (الطوبيس)، أنا أكره الازدحام والسب والقذف، والتحرش، والكلام البذيء…”.
وتضيف هند، التي عبرت عن امتعاضها من الممارسات السيئة التي تقع داخل الحافلة”، مشيرة إلى أن الخط 17 الذي يربط بين مدينة الرباط وتامسنا يعرف خصاصا كبيرا كما هو الشأن بالنسبة للخطوط الأخرى، “حيث يمكن لك أن تنتظر لمدة ساعة ونصف، وأنت واقف تنتظر الطوبيس في المحطة، ولما يأتي السائق يمر بسرعة دون أن تركب”، تردف هند.
وتقول “نحن الطلبة دائما في صراع حياة مع النقل”، مؤكدة أن، “الوقت الذي نمضيه في انتظار الحافلة أطول من الوقت الذي نمضيه في تحصيل الدروس”، وتطالب هند السلطات بإيجاد حل للمشكلة بقولها، “خاص السلطات المغربية تحرك، وإلا خاص الشعب يخرج ويدير المظاهرات”.
ويشكل ركوب الحافلة بالنسبة للنساء على وجه الخصوص، “معضلة كبيرة”، وذلك في ظل الاكتضاض والازدحام الذي تعرفه “الطوبيسات”، حيث قد تصرخ امرأة من أن لصا ما سرق هاتفها النقال، ويحدث أن تشتكي أخرى بصوت مرتفع من رجل “مكبوت” يتحرش بها.

حافلات ستاريو
وبالرغم من أن الحافلات مزوَّدة بكاميرات المراقبة، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء اللصوص والمكبوتين من ممارسة هواياتهم الدنيئة الخبيثة، خاصة في ظل الازدحام الذي لا يحلو لهؤلاء الأشخاص الركوب وممارسة هواياتهم، إلا في وسط الفوضى.
وبدوره، يقول الطالب شعيب إنه، دائما ما يكون متأخرا عن حضور حصصه الدراسية بكلية الآداب، ويتساءل “كيف يمكن للنساء خصوصا الركوب في الحافلة، وهي مليئة إلى آخرها”، مشيرا إلى “أن السبب في هذه المعضلة هو الشعب الساكت الذي لا يتحدث عن حقوقه”.
“على الأقل كان على المسؤولين إيصال الطرام إلى تمارة”، يقول شعيب الذي ذكر أن المشكل نفسه كان يعاني منه المواطنون بمدينة القنيطرة، لكن السكان احتجوا، “أُقَادُو ليهم المشكل الله يجازيهم بخير”، بحسب تعبير المتحدث.
أما رشيد بن عدو، الذي اعتاد الركوب من تمارة إلى مدينة الرباط بشكل يومي، يرى “أن الحل لهذه المعضلة، يتمثل في إيجاد شركتين للخواص لخلق التنافسية بينها، معتبرا أن هذا هو السبيل الأنجع “لتوفير الحافلات للمواطنين في العاصمة”، ضاربا المثل بحافلات “الجماني” التي أشار إلى أن حافلاتها “كانت إلى وقت قريب، في المستوى المطلوب في جميع الخطوط”.
ويتساءل “لماذا تم طرد هذه الشركة التي كانت تؤمن النقل الحضري بالرباط سلا تمارة الصخيرات؟ وقال “تصوروا أنك لا تمضي ولو دقيقة واحدة في انتظار الحافلة، بل تجدها في انتظارك بالمحطات”، يقول بن عدو.

vous pourriez aussi aimer