هل من حق الوالدين التجسس على الأبناء؟
تربية الأطفال تربية سليمة مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الآباء، لذلك يحرصون أشد الحرص على متابعة سلوك أبنائهم، أحيانا بتزمت وبصرامة مفرطة، قد يأتي بنتائج عكسية.، خصوصا إذا وصلت مرحلة التجسس.
التجسس أسلوب سوي؟
الأم والأب يمثلان أول قدوة للطفل، لذلك من المتوقع أن يقلد الأبناء سلوك آبائهم ، فإن اعتمد الوالدان أسلوب التجسس، فمن الوارد جدا أن يكتسب الأبناء نفس التصرف.
على الوالدين التأكد من التزام أولادهم بجادة الصواب، دون إفراط ولا تفريط، مع إعطائهم الحرية المعقولة للاعتماد على نفسه وتطوير إمكاناته الذاتية وقدرته المستقلة على تقييم الأمور والتصرف بالطريقة المناسبة التي يستدعيها الموقف.
والسؤال المطروح هو ما مقدار الحرية التي ينبغي منحها حتى لا يتجاوز الأبناء الحدود؟ وإلى متى يستمر إشراف الوالدين على الأبناء والبنات؟.
في البداية على الآباء أن يميزوا بين مفهوم الرقابة ومفهوم التجسس، وأن يعرفوا ما يجوز وما لا يجوز في ما يتعلق بمتابعة شؤون الأبناء.
تضييق ومرونة
إن كنت مثلا أما لفتاة مراهقة وتحاولين معرفة كل صغيرة وكبيرة عنها، تقرئين مذكراتها، وتطلعين على ملفاتها في الحاسوب، وتعبثين في متعلقاتها فعليك أن تتوقفي عن فعل ذلك. التشدد الزائد وأسلوب التحقيق مع الابن أو الابنة يشعل فتيل التوتر في العلاقة، وكذلك الحرية غير المشروطة، والثقة العمياء في سلوك الأبناء وتصرفاتهم تأتي بنتائج عكسية. فيبقى الحل الأنسب هو اتخاذ الموقف الوسط بين المرونة و والتضييق.
أصدقاء لا أعداء
الصداقة أقرب طريق إلى حماية الأبناء من أنفسهم أولا ومن أخطار أخرى محتملة، ولابد من بذل جهد كبير لكسب ثقتهم، حتى تقوم علاقة الصداقة هاته.
يجب أيضا تفادي الدخول في مواجهات حادة مع أبنائكم، من خلال التجاوب برفق وحزم في آن واحد مع مشاعرهم. فلا مواجهة حادة بالكلام أو الضرب، مع تحديد ضوابط لما هو مقبول وغير مقبول.
والانضباط لا يعني بأن تتحكمي في ابنك أو تفرضي عليه قواعد معينة، وإنما ضمان التزامه بتلك القواعد عن اقتناع تام، وهو ما يتأتى عبر الحوار البناء.