سلطانة

روبورتاج: “أوميكرون” يبعثر أوراق العاملين في القطاع السياحي

بعدما علق أرباب الفنادق والمقاهي والمطاعم والمهن الموسمية المرتبطة بها، أمالهم على احتفالات رأس السنة لبناء ما هدمه الوباء، بهدف إعادة عجلة السياحة للدوران، بعد الخسائر الكبيرة، عاد فيرروس كورونا يمتحور يدعى ” أوميكرون” ليطلق الرصاص من جديد يدون رحمة، وفرض إغلاقا صارما وشديدا على قطاع منهك يسارع الموت.

وفي الوقت الذي بدأت أبواب الفرج تفتح أمام القطاع، من خلال السماح بالتجول الليلي إلى غاية 11 مساء، وفتح الحدود للسياح الأجانب لدخول المملكة، قرر أوميكرون أن يعيد القصة إلى النقطة الصفر، وتسلل إلى المغرب، ما دفع الحكومة على غرار باقي دول العالم لغلق الحدود وإلغاء احتفالات رأس السنة.

نور الدين الحراق رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، قال لمجلة سلطانة، إنه بعد اكتشاف متحور أوميكرون، تسلل الخوف والهلع عند أوساط المهنيين، مبرزا أن قرار الإغلاق وإلغاء الاحتفالات كان بمثابة الضربة القاضية للقطاع والأجراء.

في نفس السياق، قالت فاطمة للمجلة، وهي نادلة بأحد مطاعم الرباط ودموع الحسرة تغالب عيونها، إن “الفيروس أنهكنا بشدة”، وأضافت المتحدثة أن صاحب المطعم قلص من أجور العاملين، فيما قام بتسريح البعض، بغية الاستمرار وعدم غلق الأبواب.

وعن قرار إلغاء احتفالات رأس السنة، شددت فاطمة، أن المطعم كان يطمح لاستعادة البعض من عافيته خلال هذه الفترة، من خلال تنظيم أمسية للاحتفال، إلا أن “أوميكرون” لديه رأي أخر، وكأنه يحمل كمية كبيرة من الحقد لهذا المجال.

قطاع المخابر والحلويات، الذي كان ينتعش خلال هذا الفترة، بدوره تخيم عليه سحابة أوميكرون القاتمة، حيث ضعف الإقبال على الحلويات عكس كل التوقعات.

حياة مسيرة مخبزة بمدينة الناظور، قالت لــ “سلطانة”، إن التحضيرات بدأت قبل إعلان قرار إلغاء الاحتفالات، مبرزة أنهم استقبلوا العديد من الطلبيات من قبل المطاعم والفنادق، قبل أن يتم إلغائها فيما بعد.

وعن الرواج، لفتت المتحدثة أنهم يستقبلون طلبيات من قبل العائلات للاحتفال بهذه المناسبة داخل بيوتهم، رفقة العائلة والأصدقاء.

ولم يسلم قطاع الحفلات والسهرات الموسيقية هو الآخر من أثر الوباء، فمنذ بداية الحجر الصحي في المغرب، وهذا القطاع يعيش أزمة لم تسجل في تاريخه من قبل.

وعلاقة بالموضوع قال عبد الغني مموني، رئيس الفدرالية الوطنية لممولي الحفلات بالمغرب في تصريح لمجلة “سلطانة” الإلكترونية، إن هذا القطاع من بين أكبر القطاعات تضررا بهذا الوباء، مضيفا “كنا للأسف ننتظر رأس السنة بفارغ الصبر لتعويض القليل من الخسائر التي تسببت بها الجائحة خلال السنتين المنصرمتين”.

صرخة العاملين في القطاع عمت أرجاء البرلمان، وخلفت رجة كبيرة بين وزيرة السياحة زالنواب البرلمانيين، الذين لم يتقبلوا جواب الوزيرة التي قالت إنها تتدارس سبل حل مشاكل أرباب والعاملين في القطاع.

وتعليقا على جواب الوزيرة، قالت فاطمة وهي تستعد لمغادرة المطعم الذي تكسب منه قوتها اليومي، نحن صرخنا وبكينا كثيرا وجواب الوزيرة القصير كان بمثابة رصاصة الرحمة.

vous pourriez aussi aimer