“آكلو البطاطا”..لوحة فنية مثيرة للجدل بمتحف “فان جوخ” في أمستردام
لوحة “آكلوا البطاطا” هي واحدة من روائع وخالدات الرسام الهولندي الشهير فينسينت فان جوخ، والتي تجسد 5 أشخاص يجلسون في مطبخ ضيق وهم يتناولون وجبة العشاء ووجوههم متعبة وكئيبة وأنوفهم منتفخة وأيديهم نحيفة، في مكان يطغى عليه جو الحزن والظلام.
في هذه اللوحة، رسم فان جوخ عائلة من الفلاحين تتكون من خمسة أفراد، رجلان وامرأتان وفتاة شابة، يجلسون حول مائدة ويأكلون البطاطس على ضوء مصباح خافت.

تعرض اللوحة حاليا في متحف فان جوخ الذي يضم أكبر مجموعة في العالم، إذ يحتوي على 200 لوحة، و400 رسمة و700 رسالة كتبها فنسنت فان جوخ .
ورسم فان جوخ هذه اللوحة في الفترة ما بين أبريل وماي عام 1885، حيث كان في الثانية والثلاثين من العمر.
ورغم مضي 133 عاما على رسم هذه اللوحة، وعلى الرغم من كونها لم تلفت نظر المهتمين بالفن آنذاك، لكنها باتت الآن مؤثرة في وجدان وروح كل من يراها أو يزورها وهي معلقة على جدران متحف فان جوخ الشهير في العاصمة الهولندية أمستردام، لتتحول إلى أهم لوحة في نظر النقاد التي قد لا تنجذب لها العين بسهولة لفرط كآبتها وملامح شخصياتها الحزينة.
وكان فان جوخ يشعر بالتعاطف مع أصحاب هذه المهن كالصُنّاع والفلاحين، ما دفعه لرسم تلك اللوحة خاصة أنه كان يعيش آنذاك حياة بسيطة جدا، إذ كان يسكن بيتا قديما ويجاهد لكي يعيش حياته يوما بيوم، وكان يرى الكثير من العيوب ومظاهر الحزن وقد ظهر ذلك جليا في لوحاته.
وتوضح هذه اللوحة تعلق فان جوخ بالحياة البسيطة لعامة الناس، عكست خصوصا الواقع القاسي لحياة الفلاحيين، واختار رسمهم بوجوه بارزة العظام وأيد خشنة، ليظهر بهذه الطريقة أنهم كسبوا طعامهم بأمانة.
وقال الرسام: “إن هذه اللوحة تخلد نمط عيش مختلف كليا عن النمط الحضاري. لذلك فأنا لا أريد أي أحد أن يعجب باللوحة بدون أن يعرف لماذا قمت برسمها”، وفق تقارير إعلامية.
ومن الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وجهت للوحته تلك وعلى الرغم من مئات اللوحات التي رسمها لاحقاً وحققت له سمعته العالمية، إلا أن فان جوخ ظل مؤمناً بأن لوحة “آكلو البطاطا” هي عمله الأكبر، إذ قال عنها: إذا لم تكن لي قيمة فنية حقيقية مرتبطة بهذه اللوحة، لن تكون لي أية قيمة فنية حقيقية بقية حياتي، مهما حققت من أعمال”.