خبراء: ربط السعادة بالنجاح يعيق النمو الفكري للطفل
عادة ما يشير الآباء والأمهات إلى أن النجاح هو السبيل الوحيد للشعور بالسعادة، في حين أن ربط السعادة بالنجاح يعطي الطفل منظورا محدودا عن الحياة، ويمكن أن يتسبب له في الإحباط أو الحزن أو الخوف من الإخفاق.
وقالت الكاتبة خينسيس روميرو، في تقرير نشرته مجلة “إيريس ماما” (eresmama) الإسبانية، إن بعض الآباء يضعون توقعات لأطفالهم قد تعيق نموهم الفكري ونضجهم وتمنعهم من اكتشاف ذواتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وأكدت خينسيس أن “الشعور بالسعادة أمر سهل على الأطفال إذا لم نسلط عليهم عبئا عاطفيا بفرض رغباتنا عليهم ظنا منا أن أطفالنا سيكونون ممتنين لذلك يوما ما، لكن ما يحدث هو العكس تمامًا”.
وفي هدا السياق أكد خبراء علم الاجتماع على عدم ربط النجاح بالسعادة حتى لا يعيش الأطفال حياة ذات آفاق محدودة، ويشيرون إلى أن الآمال العريضة التي يعلّقها بعض الآباء على أطفالهم قد تعيق نموهم الفكري ونضجهم وتمنعهم من اكتشاف ذواتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ومن عواقب دفع الطفل إلى النجاح خوفه من الفشل، ما يصيبه بالاكتئاب ويسبب له شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة، وتؤثر هذه الحالة في طريقة تفكير المراهق وشعوره وسلوكه، ويمكن أن تسبب له مشكلات عاطفية ووظيفية وجسدية.
وخلص الخبراء أن ضغط الآباء قد يؤدي والتوقعات الأكاديمية والتغيرات الجسدية إلى الكثير من التقلبات المزاجية لدى المراهقين، وينعكس هذا الشعور على الطفل في العيش بنمط حياة يتميز بالحدود الضيقة، ويظهر في إحجامه عن ممارسة معظم الأنشطة الطبيعية بسبب أنه يرجح احتمال الفشل الدائم، وبالتالي يفضل عدم المجازفة.
وشدد الخبراء أنه من الضروري الاهتمام بمواهب التلميذ ومواطن تفوقه ونوعية الذكاء التي يكتسبها، للاشتغال عليها وتطويرها، والابتعاد عن المقارنات بينه وبين غيره من التلاميذ أصحاب المواهب والإمكانيات المختلفة.