سلطانة

بورتريه: سمية العمراني أيقونة أجبها الناس وأحزن رحيلها الوسط الحقوقي

أم مكافحة قبل أن تكون فاعلة جمعوية، عايشت التوحد مدة ربع قرن، خاضت معارك عديدة لصالح قضايا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إيمانها القوي بحق ابنتها التوحدية في التعليم جعلها تكرس حياتها لمساعدة أطفال التوحد وأسرهم، سميت بالمرأة الحديدية بنضالها المستميث، توجت بلقب الأم المثالية بكفر الشيخ بمصر، واليوم رحلت وتركت الحزن العميق واليتم في الوسط الحقوقي، سمية العلوي غابت كجسد لكنها حاضرة اليوم وغدا في كل القلوب.

عرفت بتفانيها بعملها وبقلبها الحنون والرؤوف، امرأة كانت تتحرك بخفة ونشاط وحيوية، تدرك كيف تخاطب العواطف، جعلت قضية الدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة من أولوياتها، تمكنت من وضع اسمها أمميا في إعداد برامج في مجال النهوض بأوضاع الأشخاص المتوحدين والأفراد في وضعية هشاشة.

تخرجت سمية العمراني من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سيدي محمد بنعبد الله بفاس، وحصلت على إجازة في العلاقات الدولية عام 1988، لتنتقل فيما بعد إلى كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، لتحصل عام 1991 على شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية والعلوم السياسية.

في بداية أنشطتها عملت ايقونة العمل الحقوقي بالتعريف بالتوحد في أوساط الأسر المغربية، التي ضلت إلى وقت قريب تجهل هذه الإعاقة.

بدأت صاحبة الطموح بثمانية جمعيات سنة 2006 إلى 64 جمعية من مختلف المناطق، منضوية تحت لواء تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، إلى أعمال اجتماعية مشرفة خارج الوطن.

كانت بارعة، لا تهاب التيارات الجارفة، عنيدة الطموح، شجاعة ويحبها الجميع، لا تحقق نفسها إلا عبر التصادم مع خصوم حقوق الانسان، ولا تعرف معنى الاستسلام في الدفاع عن القضايا العادلة.

شغلت عدة مهام حقوقية منها عضوية المجلس الوطني لحقوق الإنسان من 2011 إلى 2018، وانتخبت سمية العمراني، في 2020 عضوا باللجنة الأممية المعنية بالأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك خلال الاجتماع الثالث عشر للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بنيويورك.

والآن رحلت إلى جوار ربها، وتركت غيمة من الحزن وجراح عميق في الميدان الحقوقي، صحيح أن جسدها ذهب، لكن روحها وصورتها ستبقى في الذاكرة على مر العصور.

vous pourriez aussi aimer