شالة الأثرية تستعيد بهجتها مع عودة السُيّاح
مع انحسار تفشي فيروس كورونا في عدد من دول العالم، وسماح الحكومة بدخول مغاربة العالم والسياح، والتقليل من الإجراءات الاحترازية، يتطلّع المغرب إلى إعادة عجلة السياحة للدوران، بعدما عطلها بدون رحمة فيروس كورونا، وكبدها خسائر بالمليارات.
ويبدو أنّ البلاد تعوّل بشكل أساسي هذا الصيف على الترويج لزيارة المناطق السياحية التي تتميز بجمالية مناظرها وشواطئها الخلابة، دون إغفال المدن الأثرية التي يفوح منها عبق التاريخ وأصالة الحاضر.
شالة الأثرية بالرباط، هذا المكان استعاد عافيته ورونقه البهي، يأتيه السياح من كل حدب وصوب، هما مزيج بين المغاربة والأجانب.
منطقة تعد من أقدم المناطق التي عاش فيها إنسان على الإطلاق، مكتوب في لوحة مثبتة عند المدخل “تعتبر شالة من بين أهم المواقع الأثرية.. حيث اكتشفت بها آثار استقرار الإنسان خلال بداية التاريخ”.

محمد من الناظور، زار شالة مؤخرا، قال في تصريح لمجلة سلطانة، إن المكان يسافر بك إلى جذور التاريخ، المكان زهي، جمالية لا توصف، هدوء رهيب، وأناقة تفرح وتسعد الناظرين.
وأضاف الطالب الجامعي الذي زار الرباط لغرض استكمال إجراءات الدراسة بالخارج، أن أجمل ما يمكن أن يراه المرء قبل مغادرة البلاد هو هذا المكان الفريد، مبرزا أن السير في زقاقها يوحي لك وكأنك تسير وسط التاريخ.
شالة الأثرية البديعة، سورها الخارجي مثل أسوار الحصون الرومانية القديمة، المدخل عبارة عن باب كبير يعلوه قوس منقوش بزخرفات أنيقة، على غرار تلك الأبواب التي كانت تغلق على المدن القديمة، حيث يقرر الحاكم متى ينام الناس وفي أي وقت يستيقظون.
هذا الموقع التاريخي المهم خضع خلال السنوات الأخيرة لأعمال ترميم متفرقة، زادته رونقا وجمالية، مع الحفاظ على رمزية موقعه، وتفاصيله التي تسافر بك إلى فصول التاريخ.
قبل الجائحة بلغ عدد زوار شالة سنة 2019 حوالي 240 ألف زائر، فيما تعول التقديرات على مضاعفة هذا الرقم خلال هذه السنة.
شالة الأثرية التي تطل على مجري نهر “أبو رقراق”، تضم داخلها مزيجا من الحضارات، بدء من الحضارة الفينيقية، ثم الحضارة الرومانية، وبينهما الحضارة المورية، المكان ما زال يحتفظ ببقايا معدات حربية، ولكن لم يعد هناك جنود.
باب شالة، مشاهد بديعة، مزيج من التاريخ والخضرة، زوار مبتسمون بالمكان، بعدما نكد الفيروس فرحتهم، وقلب موازين حياتهم، لكن شالة جمعتهم من جديد، ولسان حالها يقول تعالوا وأنا أمنحكم ما افقدتموه من مهج الحياة.