ألعاب الفيديو تخطف حلاوة الحياة من الأطفال
عرفت فترة الحجر الصحي، والإجراءات الاحترازية، بسبب تداعيات جائحة كورونا، في المغرب، ازدياد الطلب على الألعاب الإلكترونية وتقنياتها المتطورة خصوصا من طوف الأطفال، وصل إلى درجة الإدمان لدى الكثير منهم، في الوقت الذي يحذر خبراء الاجتماع من كون هذه الألعاب تستبدل الحياة الواقعية للأطفال بحياة افتراضية.
وتختلف أعمار المهوسين بألعاب الفيديو بين الشباب والمراهقين والأطفال، وإن كانت غالبيتهم من الشباب، فالعدوى انتقلت إلى أولئك الذين تزوجوا ولديهم عائلات، فإدمان ألعاب الفيديو أصبح ظاهرة مع انحسار الحركة وفرض التباعد الجسدي.
رقية أم لطفلين، قالت لــ “سلطانة” بعد سماعها لتحذيرات إدمان ألعاب الفيديو، قررت حجز هواتف أبنائها والحاسوب المخصص لهم، ومنحهم إياه يوم في الأسبوع، وفقط للضرورة.
وأضافت رقية أن قبل ذلك كان الطفلين يعيشون حياة العزلة، وأصبحوا يتهربون من جلسة العائلة، ولا يطيقون العلاقات الاجتماعية، فمجرد دخول يمسكون هواتفهم ويبدؤون اللعب عن بعد، ويتسمرون أمام هواتفهم حتى أوقات متأخرة من الليل، وأصبح شركاء اللعبة في أنحاء العالم بديلا لهم عن عائلتهم.

وعلاقة بالموضوع، يؤكد المختصون الاجتماعيون أنه حتى إن لم يكن الشخص مدمنا ولكنه متعلق باللعب بدرجة عالية، فإنه سيواجه أيضا بعض الأخطار الشبيهة بالإدمان وهي عدم تركيزه في الدراسة والشعور بأنها مملة وغير جاذبة.
ويبرز الخبراء، أن اللعب لساعات طويلة يؤثر على صحة وحركة وأولويات الطفل، حيث سيكون أسيرا في قفص اللعب مما يجعل تطوره يتجمد في ميادين أخرى مثل التطور الجسدي، العلمي، الثقافي، والاجتماعي، إذ تؤثر ألعاب الفيديو على أهم مناطق في الدماغ، وهي ذاتها المناطق المسؤولة عن التعلم والدراسة.
وحسب تقرير حديث، تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر نشاطا في مجال الألعاب عبر العالم بنسبة نمو سنوية تصل إلى 25 في المئة، ما يشكل أسرع مجتمع ألعاب إلكتروني نموا في العالم.
ويرى مراقبون أن هذا النمو ينعكس بشكل سلبي على الكثير من الفئات، ويدفع ثمنه الأطفال والمراهقون خصوصا أنه أشبه بعدوى تنتقل بين تلاميذ المدارس.