سلطانة

تفوق الإناث في المباريات بين الواقع والمبررات

حوالي 80  في المائة، نسبة الناجحات الإناث في مباريات التعليم للأساتذة أطر الأكاديميات، مقابل حوالي 20 في المائة من الذكور.  

وزارة التربية الوطنية والتعليم، أكدت في اتصال هاتفي لـ”سلطانة”،  أن مجموع المترشحين الإجمالي كان 287000 من الإناث والذكور الذين تقدموا لمباراة هذه السنة.
وحول إمكانية  ارتفاع نسبة الناجحات الإناث في مباريات التعليم، قال المحلل في علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، إنه لاحظ كأستاذ جامعي  أنه منذ 15 سنة، بدأ ارتفاع تفوق نسبة الإناث على حساب الذكور في الجامعات.
وأضاف بنزاكور  في حديثه  لـمجلة “سلطانة”، أن الثقافة المغربية حكمت على الإناث بأن ليس لهن نفس الحظوظ والحريات كالذكور، الشيء الذي مكنهن من وقت إضافي  انعكس على مردودية تحصيلهن،  لينتج ظاهرة تفوقهن التدريجي الذي يكبر بشكل خيالي ومستمر.
 وأشار المحلل في علم النفس الاجتماعي، أن هذا التفوق غير رهين بالتعليم، بل يشمل مجالات أخرى، كالتكنولوجيا، والبحث على المستوى الجامعي، ونسبة النجاح في البكالوريا هي الأخرى تكتسحها إناث في السنوات الأخيرة. 
ورجح المتحدث سببا آخر لهذا التفوق، إلى قضية الإدمان المتعدد الأوجه، وهو الموضوع الذي يحتاج إلى دراسات ميدانية، حسب بنزاكور.
وشدد المصدر نفسه، على أن الدراسات التي أجريت دوليا، أكدت أن الإدمان على الألعاب الالكترونية يتساوى  فيها الذكور والإناث، لكن الإدمان على ألعاب الحظ والمخدرات، تتجاوز فيها نسبة الذكور الإناث وهو من بين أسباب تراجع تفوق الذكور عكس الإناث.
من جانبه، شدد المحلل على أن تأويلات بعض الأشخاص التي تخلق الميز لصالح المرأة هي تأويلات خاطئة، لأن مباريات التعليم تشملها النزاهة، وأن ارتفاع نسبة تفوق الإناث هي مسألة موضوعية تعود إلى كفاءتهن وتخصيصهن الوقت الكافي للبحث العلمي، إضافة لعدم وجود معيقات في إهدار الوقت.
 وذكر بنزاكور أن كل هذه التفسيرات تعطي نتيجة جوهرية، وهو أننا في المغرب يجب أن نجعل من تفوق الإناث في هكذا قطاعات، درسا للتأكيد على المساواة بين المرأة والرجل، لأنها  ليست أقل مكانة ولا أقل ذكاء ولا أقل كفاءة.


وحول الانتقادات التي شنها بعض الأشخاص  بعد تداول نسب تفوق الإناث في مباريات التعليم، قال المحلل بنزاكور، إن الفكر الذكوري ما زال حاضرا ومسيطرا بقوة داخل مجتمعنا، لدرجة محاولة تبرير الأشياء الواقعية والواضحة، كالذي يتحدث عن الخرافة وهو أمام تطور وتقدم علمي، مردفا أنه ورغم ما أثبتته المرأة من حضور اقتصادي ومكانة علمية، ما زال الفكر الذكوري حاضرا بقوة لدرجة رغبته في دعوتها للرجوع إلى بيتها وعدم الخروج منه.
والقول بأن المرأة تنافس الرجل، وأن حصولها على فرص أكبر تكون على حساب شكلها وجسدها، يقول بنزاكور، إنها مبررات واهية لعدم الاعتراف بأن المسألة تعود لاستحقاق المرأة المغربية، مردفا أن الفكر الذكوري عن رغم أنفه سيتقبل الواقع، لأن المرأة تأخذ بزمام المبادرات في حين سيظل الذكوريون يتباكون، معتبرا أن ما تحققه المرأة اليوم بتفوقها المستحق هو بداية نهاية الفكر الذكوري بمجتمعنا.

vous pourriez aussi aimer