مشاهدة الأفلام الإباحية تدمر الدماغ أكثر من المخدرات والخمر
دراسات عديدة أجريت حديثاً وكان آخرها في جامعة “كامبدرج” البريطانية، تؤكد أن المشاهد الجنسية تتلف الدماغ، أي أنّ الإنسان الذي يشاهدها تصيبه بحالة من الإدمان كمثل الذي يدمن على المخدرات والكحول.
ومن خلال الدراسات التي أجريت في أهم الجامعات، أكد العلماء على خطورة هذه المشاهد الجنسية وحذروا الشباب منها وطالبوهم بالإمتناع عن مشاهدتها، حيث تتلف وترهق خلايا الجسد وتعطل المنطقة الأمامية للدماغ التي تعد بمثابة منطقة القيادة، فيصير دماغ الإنسان الذي يشاهد كدماغ ذلك الذي يدمن المخدرات والخمر.
وتعتبر هذه الدراسة التي نشرت صحيفة “الاندبندت” بعض ماتضمنته الأولى من نوعها، حيث استخدم العلماء تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة مجموعة من الشباب المدمنين على مشاهدة الأفلام الجنسية، وإن كانت الدراسة قد سبقتها حسب مجموعة من المختصين 20 دراسة علمية، تؤكد أن الأضرار الناتجة عن مشاهدة المناظر الجنسية المثيرة، تشبه الإدمان على الكحول والمخدرات، بل وأخطر من حيث إتلاف أجزاء مهمة من الدماغ.
ورصدت الدراسة أنه في كل ثانية هناك أزيد من 28 ألف إنسان يدخلون لمواقع إباحية على الإنترنت، وأن هذه الظاهرة تؤثر سلبياً على الدماغ، فبمجرد النظر لمشهد جنسي على الفور يزداد إفراز مادة التستيرون ومادة الدوبامين والأكسيتوسين ويشكل فيضاناً يجتاح الدماغ مما يسبب إرهاقاً لأنظمة عمل الدماغ ويشوش عمليات التذكر والتعلم.. وقد يتلف جزءاً مهماً من خلايا الدماغ.
وتضيف الدراسة ذاتها، أن إفراز مادة الدوبامين بكثرة من قبل الدماغ أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية ، يؤدي إلى إرهاق الدماغ وبخاصة المنطقة الأمامية من الدماغ، حيث إن هذه المنطقة مهمة في اتخاذ القرار، وهي أشبه بالفرامل بالنسبة للسيارة، فمادة الدوبامين ضرورية لنشعر بالسعادة، وعندما يدمن الدماغ على مشاهدة المناظر الجنسية يكثر إفراز الدوبامين، ولكن بعد فترة تتعب الخلايا التي تفرز الدوبامين ويقل إفرازها وتضمر تدريجياً.. مما يجعل الإنسان لا يشعر بالسعادة كما كان من قبل ويبدأ بالبحث عن وسائل أشد إثارة (تماماً مثل مدمن المخدرات) وبالتالي يزداد الضرر ويزداد تلف الخلايا.
ومن أسباب كثرة حالات الإغتصاب في مجتمعاتنا هي مشاهدة تلك الأنواع من الأفلام، ليتطور الأمر بعدها ويؤدي للشخص إلى قيامه حتى بجريمة اغتصاب، وهذا ما يحدث غالباً مع مدمني الأفلام الإباحية كما تؤكد الدراسات. فمادة الأوكسيتوسين المسؤولة عن الثقة بين البشر، والتي يتم إفرازها بكثرة أثناء مشاهدة المناظر الإباحية، هذه المادة مسؤولة عن الثقة بين الزوجين، وأثناء الإدمان على مشاهد الجنس يتشكل ما يسمى بالعشق الافتراضي، وبالتالي يختل إفراز هذه المادة ويختل إفراز بعض الهرمونات.. وبالنتيجة تتضرر حياته الاجتماعية أيضاً، وقد تنهار حياته العاطفية، ولذلك هناك دراسات تؤكد أن الأفلام الإباحية مسؤولة عن الكثير من المشاكل الزوجية والعنف الأسري كذلك.
أضرار خطيرة لظاهرة الاستمناء (العادة السرية)
في مقالة بعنوان” Pornography’s Effects on Adult and Child” كيف تؤثر الإباحية على الصغار والكبار، للدكتور “Victor Cline “يشرح تجربته في علاج الإدمان على المشاهد الجنسية فيقول: عندما يمارس الشاب العادة السرية أو الاستمناء فإنه بمرور الزمن تصبح عملية الجنس لديه افتراضية، أي يعيش في عالم من الخيال بعيداً عن الواقع، وتصبح لديه علاقة الحب أو الزواج عبارة عن ممارسة للجنس لا أكثر ولا أقل، وبالتالي يفقد السعادة تدريجياً، وغالباً ما يفشل في علاقاته الحقيقية وبخاصة الزواج. حيث تزداد شكوكه في زوجته من جهة، ويمارس العلاقات الجنسية سواء بشكل افتراضي من خلال الأفلام أو بشكل حقيقي من خلال الخيانة الزوجية، مما يدمر حياته في المستقبل.
الأطفال والأفلام الإباحية
إن التأثير الأكثر خطورة يأتي من عالم الأطفال (تحت سن 14 سنة) حيث وجدوا أن هذا السن يتأثر كثيراً بالمشاهد الإباحية، لأنه تحدث في تلك الفترة تغيرات دائمة في دماغه، وتؤثر على سلوكه وقد لاحظ العلماء أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين شاهدوا أفلام الجنس ينحرفون في سلوكهم في المستقبل. وبينت الدراسات أن ثلث الأطفال الذين شاهدوا مقاطع إباحية طبقوا شيئاً من الأفعال الخلاعية بعد مشاهدتهم للمقاطع بأيام .
الزواج هو الحل المثالي
لاحظ العلماء أن الدماغ لديه القدرة على الشفاء الذاتي بعد التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية، فيعيد بناء الخلايا التالفة ويعيد تشكيل نفسه مما يساهم في منح الإنسان السعادة الطبيعية وبخاصة مع الزوجة. فقد وجد العلماء أن الإنسان مبرمج عاطفياً للارتباط مع الزوجة الحقيقية، حيث تحدث تغيرات دائمة في الدماغ، هذه التغيرات تعزز الثقة والعاطفة بين الزوجين.