هناك الكثير من الفتيات اللواتي خرجن من المدرسة، أو مازلن يتابعن دراستهن، يضعن أمامهن هدفا بعد الحصول على الشهادة وهو الزواج.
ليس عيبا أن تفكر أي فتاة في الزواج وأن تحلم ببناء أسرة وتحظى بنوع من الاستقرار العاطفي، لكن العيب أن تربط كل طموحاتها وأحلامها بالزواج، وتتعلق به دون أي شيء آخر، أن تجعل منه السبب الوحيد لسعادتها، لتدخل في دوامة حزن لامتناهية مع تقدمها في العمر دون الزواج.
سيدتي الجميلة صحيح أن الزواج أوصى به ديننا وجعله سنة من سنن الحياة، لكنه أوصى أيضا بأشياء أخرى، كأن تهتمي وتستمتعي بوقتك وتستغلينه بالمفيد والنافع.
وعليك أن تعلمي جيدا أننا عندما ولدنا لم يكن لدينا القدرة على اختيار أبائنا أو أسمائنا، وإنما هي أشياء مقدرة علينا منذ الأزل، كذلك هو الأمر بالنسبة لأزواجنا، فهي تدخل في باب القضاء والقدر، لذلك لاتجعلي من الزواج هدفا إنما اجعليه أمنية تتوددين بها إلى الله عز وجل، لكن ضعي أمام نصب عينيكِ أهدافا وغايات تنفعك في دينك ودنياك.
اجعلي من وقتك بعيدا عن الدراسة أو العمل، فرصة لتعلم مهارات حياتية والتعرف على ثقافات مختلفة بالمطالعة، ولما لا تعلمي بعض الحرف اليدوية كالخياطة أو إعادة التدوير، واعملي على مزاولة الرياضة فهي جد مفيدة لتصفية ذهنك، فضلا عن رشاقة جسمك.
لاتحسبي أن الزواج هو الحلقة المفقودة من حياتك، وهمك الوحيد هو إيجادها قبل فوات الأوان، وإنما اجعلي من الزواج تاجا يزين رأسك في الميعاد الصحيح.