طقوس جديدة أصبحت موضة الأعراس المغربية اليوم
رغم أنه من الصعب أن يغير المغاربة من عاداتهم خاصة في المناسبات والأعراس، إلا أنهم بدأو يتقبلون في السنوات الأخيرة بعض الأفكار الجديدة والمبتكرة، فيما يخص العرس المغربي، والبعيدة عن ثقافة وتقاليد تعودوا عليها وورثوها جيلا بعد جيل.
وظهرت في الآونة الأخيرة موجة جديدة من العادات الغريبة، اجتاحت الأعراس ولقيت انتشارا واسعا في السنوات الاخيرة، وأصبح العاملون في هذا المجال يتسارعون للابتكار والتجديد في سوق تعرف المنافسة
وبين الماضي والحاضر، ثمة فرق شاسع يشمل مناحي الزفاف سواء في جانبه المادي والمعنوي، وتعزى أسباب ذلك إلى العولمة، وانفتاح شباب اليوم على الانترنت، ورغبتهم المستمرة في إتباع الموضة الغربية.
ومن بين العادات الجديدة، استبدال الفرقة الموسيقية التي كانت تحظى بأهمية كبيرة في الأفراح المغربية بـ “ديدجي”، مع إدماج الأغاني والموسيقى الغربية .
ومن تجليات “عصرنة” الزفاف، ما يسمى “الكوريوغرافي”، وهو تقديم الزوجين لعروض فنية راقصة بمشاركة الحضور، واللافت للإنتباه رقصهم على أغاني أجنبية، قبيل “الراب الفرنسي ” و “البوب الأمريكي”، وأغاني تركية وأخرى هندية، أكثر من الأغاني المغربية .
وبرزت ظاهرة “الكوريوغرافي” في عدة أعراس مغربية، تداولها العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أبدى كثيرون إعجابهم بالظاهرة معتبرين أنها تثير مظاهر البهجة والفرح في قلوب العروسين والجمهور الحاضر، في حين اعتبرها البعض تقليدا أعمى للغرب، وشيء بعيد عن موروثنا الثقافي .
إضافة إلى هذا، اعتمد منظموا الحفلات طرقا جديدة أكثر إبداعا، إذ ظهرت مؤخرا في الأعراس المغربية الحلوى المتنقلة، التي تنزل من الأعلى إلى الأسفل في مشهد رومانسي جميل، وعلى غير المعتاد أصبحت حلوى الزفاف، تزيّن على هيئات مختلفة كهيئة عروس، بعد ما كانت تزين حصرا بالأزهار والورود.
ومن العادات الجديدة كذلك، ارتداء العروسين للحذاء الرياضي أثناء حفل الزفاف، حيت أصبحت بعض الفتيات تتخلين عن الحذاء العالي، واستبداله بحذاء رياضي، لتبدون بمظهر أكثر عصرنه بإتباعهن لآخر صيحات الموضة.
وصيفات العروس أيضا ظاهرة تميزت بها الأعراس الأجنبية، وانتقلت مؤخرا لتشمل الأعراس العربية والمغربية، حيت يرتدي أصدقاء وأقرباء العروس فساتين بلون موحد، وهي فكرة غير تقليدية أصبحت تجتاح أعراسنا المغربية.
وتميزت الأعراس في الآونة الاخيرة بظاهرة لم تكن معتادة فيما سبق كالتصوير في الأماكن المعروفة التي أصبحت اليوم شائعة في أعراس كثير من الأسر المغربية، إذ تعمد الأخيرة الى توثيق لحظات من حفل زفافها في أماكن معروفة، بعدما كان العروسان يلتقطان الصور في قاعة الحفلات ،
ففي العاصمة الرباط تعتبر ساحة صومعة حسان، من بين الأماكن المشهورة التي يقصدها العروسان يوم زفافهما، وهذه الظاهرة أثارت حفيظة بعض السكان الذين اعتبروها نوعا من الإزعاج.
وأمام هذا أصبح المغاربة ينفقون مبالغ باهظة على حفلات الزفاف، التي كانت قبل سنوات تقام في
فضاءات متواضعة، لتنتقل الآن إلى قاعات عصرية مجهزة بأفخم أنواع الديكورات .
ومع فقدان أعراس اليوم لبساطتها أصبح العديد العديد من الأشخاص إلى الاستثمار في هذا المجال الذي صار مدرا للأموال الطائلة .