شرع المغرب على غرار عدة دول عالمية، في تطعيم مواطنيه بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، وكثرت التساؤلات حول ضرورة هذه الجرعة والفوائد المنتظرة منها، بل تساءل البعض عن احتمال التطعيم بجرعة رابعة وخامسة.
وإجابة على هذه التساؤلات، أوضح الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، في مقال تحليلي توصلت به سلطانة، أن من دواعي الجرعة الثالثة حماية المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والسمنة، بسبب تأثر جهازهم المناعي مع السن وهذه الأمراض.
وأشار الخبير إلى أن هذه الفئات لا تتجاوب في العادة مع اللقاحات بنفس قوة الشباب، خصوصا مع ظهور المتحورات التي تنقص من فعاليتها، وأيضا بسبب تناقص إنتاج مضادات الأجسام عند بعض الملقحين مع مرور الوقت، ابتداء من الشهر السادس بعد التلقيح.
وأبرز الطبيب أن هناك إجماعا علميا على إعطاء فئة من المرضى الجرعة الثالثة باستعجال وبالضرورة، وأربع أسابيع فقط عوض ستة أشهر بعد الجرعة الثانية لحمايتهم من مخاطر عالية جدا، وهم المرضى الذين يعانون من مشاكل كبيرة في المناعة، أو يتناولون أدوية تضعف المناعة بشكل القوي كمن استفادوا من عملية زرع الأعضاء، أو المرضى الذين يخضعون لتصفية الكلي أو الذين يعانون من بعض أنواع السرطانات الخاصة
وتابع المتحدث بالقول إن هناك اتفاقا على إعطاء الجرعة الثالثة للمسنين من 65 سنة فما فوق، وأصحاب الأمراض المزمنة والذين يعانون من السمنة مهما كان السن، وللمهنيين الصحيين والمهن التي تواجه خطر الفيروس بحكم العمل.
وحول تعميمها على الجميع، أبرز الطيب حمضي أنه لحد الساعة هناك نقاش علمي عالمي حول الجرعة الثالثة بالنسبة لغير الفئات المستهدفة ذات عوامل الاختطار بحكم السن أو الأمراض المزمنة أو المهنة، بحكم أنها أثبتت تضاعف منسوب إنتاج مضادات الأجسام عند الذين تلقوا الجرعتين، مسجلا أن السلطات الصحية في دول العالم ومنظمة الصحة العالمية في انتظار دراسات ميدانية تؤكد فائدة وضرورة هذه الجرعة بالنسبة لكل من هم فوق 18 سنة أو 40 أو 50 سنة مثلا.
ولفت الخبير في النظم الصحية إلى أن بعض الخبراء يعتقدون أنه مع تطور الجائحة وربما ظهور طفرات ومتحورات جديدة، سيكون من الضروري إعطاء جرعة ثالثة لجميع الملقحين، وبالتالي سيصبح النظام الأساسي للتلقيح ضد كوفيد 19 هو ثلاث جرعات عوض اثنتين، في انتظار الدراسات وتطور الجائحة التي تتطور على إثرها المعطيات العلمية.
وعن احتمال التطعيم بجرعة رابعة وخامسة، سجل الباحث في السياسات الصحية، أن التقييم العام لتطور الفيروس وتطور الجائحة وفعالية اللقاحات يفيد لدى العديد من الخبراء الدوليين، أن نظام الثلاث جرعات كتلقيح أساسي في الغالب سيكون كافيا لحماية فائقة ضد المرض، وبالخصوص ضد الحالات الخطرة والوفيات.