سلطانة

“باركنسون”.. حين يخيم الرعاش على الجسم يكون الترويض طوق النجاة

يشكل مرض الشلل الرعاشي أو “باركنسون” (نسبة إلى جيمس باركنسون، الطبيب الذي وصف المرض)، أكثر التحديات الصحية التي تواجه نسبة كبيرة من الأشخاص في دول مختلفة من حول العالم.

فحسب منظمة الصحة العالمية يؤثر المرض في أزيد من 10 ملايين شخص بالعالم، بسبب موت الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج الدوبامين بالدماغ، ويعد الترويض الطبي خيارا أساسيا من بين  العلاجات المتاحة التي لها دور كبير في مساعدة المريض على تخطي هذا المرض.

وفي هذا الحوار الخاص لمجلة “سلطانة”، مع صوفيا مجيد، أخصائية الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي، نتعرف عن قرب على مرض “باركنسون” وأهمية الترويض الطبي في علاجه.

ما هو الشلل الرعاشي أو “باركنسون”؟
“باركنسون” هو اضطراب عصبي يؤثر على الجهاز الحركي، ويتسبب في اضطراب حركة الجسم، مثل الرعشة والصعوبة في التحكم بالحركات، وذلك نتيجة نقص في مادة الدوبامين في الدماغ.

من هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة به؟
عادة ما يظهر الشلل الرعاشي لدى الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الخمسين سنة، ولكن من الممكن أيضا أن يظهر في مرحلة عمرية أقل.

وهل صحيح أن الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؟
لا، ليس هناك اختلاف كبير بين الذكور والإناث فيما يتعلق بالإصابة، فالجميع معرض للمرض بغض النظر عن نوعه.

ما هي الأعراض الشائعة للشلل الرعاشي؟
من أبرز الأعراض التي تظهر عند الإصابة بمرض “باركنسون”، الرعشة، وصعوبة في الحركة، والتصلب العضلي وحدوث اضطرابات حركية، بالإضافة إلى الصعوبة في الكلام، كما تتفاوت حدة هذه الأعراض من شخص إلى آخر وتتطور مع تقدم المرض.

ما هي خيارات العلاج المتاحة؟
بالنسبة لخيارات العلاج المتاحة، فهي تشمل العلاجات الدوائية الهادفة إلى زيادة مستوى الدوبامين، وكذا العلاج الطبيعي والترويض من أجل تحسين التوازن والقوة العضلية، وفي بعض الحالات الحرجة قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة.

في أي مرحلة من مراحل المرض يكون تدخل أخصائي الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي؟
فيما يتعلق بتدخل الطبيب المروض، فيمكنه أن يكون جزء من فريق العلاج منذ المراحل المبكرة للمرض، حيث يعمل على تقديم تمارين ملائمة لتخفيف حدة الأعراض.

كيف يمكن للترويض أن يهون من شدة المرض؟
يعمل الترويض على تحسين القوة العضلية، وتعزيز التوازن والتنسيق، مما يمكن أن يقلل من شدة الأعراض ويحسن جودة حياة المريض.

ماهي نسبة مساهمة الترويض في علاج المرض؟
يلعب الترويض دورا مهما في علاج الشلل الرعاشي، حيث تعتمد فعاليته في العلاج على حالة المريض ومستوى تطور المرض، ولكن الترويض يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير في تحسين الحالة.

ماهي نوعية التمارين التي يتم اقتراحها على مرضى “باركنسون” في كل مرحلة على حدة؟
تختلف التمارين حسب مراحل المرض، وتشمل تمارين تحسين القوة والمرونة، وتمارين لتحسين التوازن والتنسيق.

وهل ينصح مرضى الشلل الرعاشي بممارسة التمارين الرياضية بالموازاة مع الترويض؟
نعم، يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بالتوازي مع الترويض، لأنها تساهم في تحسين الصحة العامة وتعزز الحد من تطور المرض.

هل حصص الترويض تكون فردية فقط أم جماعية؟
يمكن أن تكون حصص الترويض فردية أو جماعية، حسب رغبة المريض وحاجته.

ماهي نصيحتك لمرضى “باركنسون” ومحيطهم؟
يجب الاستمرار في اتباع الخطة العلاجية الموصوفة من قبل الأطباء والمروضين، وممارسة التمارين بانتظام، ويلعب الدعم النفسي والاجتماعي أيضا دورا مهما في تعزيز فرص التعافي والرفع من معنويات المريض.

وصوفيا مجيد، هي أخصائية الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي، بشهادتها الدولية وتجاربها الكبيرة، تحمل صوفيا في جعبتها تدريبا عمليا كبيرا على أهم التقنيات الحديثة في إعادة التأهيل الحركي، وبالموازاة مع خبرتها الواسعة في التعامل مع كل من الأمراض العصبية وجراحة القلب ثم الجراحة التجميلية والترميمية وكذا طب الأطفال الحديثين، بالإضافة إلى الطب الرياضي، تمتلك صوفيا أيضا ديبلوم في الترويض الطبي ناهيك عن كونها راكمت خبرة مهمة في قسم الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، كلها تجارب أهلتها لشغل منصب المسؤولة عن الترويض الفيزيائي في قسم الأمراض العصبية الذي تشرف عليه البروفيسورة وفاء الركراكي، بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بمدينة الرباط.

vous pourriez aussi aimer