بدانة الآباء والأمهات قد تؤخر نمو أطفالهم
كشفت دراسة أمركية حديثة، أن بدانة الآباء والأمهات يمكن أن تؤثر سلبيًا على تأخر نمو أطفالهم، خاصة فيما يتعلق بالمهارات الحركية الدقيقة لدى الأطفال.
الدراسة أجراها باحثون في معهد يونيس كيندي شرايفر القومي لصحة الطفل والتنمية البشرية فى أمريكا، ونشروا نتائج دراستهم، اليوم الإثنين، في دورية طب الأطفال العلمية.
والمهارات الحركية الدقيقة، هي التي تنمي عمل العضلات الصغيرة، لكي تؤدي عملًا دقيقًا وحركة محددة، وتتطور تلك المهارات ضمن تسلسل زمني طبيعي ونمط متوقع، في سنوات الطفولة الأولى، وذلك من سن الولادة إلى منتصف المرحلة الابتدائية.
وتبدأ هذه المهارات بالتطور فعليًا من عمر الشهرين بحيث تتطور من المسك والإفلات، ونقل الأدوات والألعاب من يد إلى أخرى، ويلي ذلك القدرة على استخدام الأصابع وتحريكها بشكل مستقل عن باقي اليد، ما يسمح للأطفال باستكشاف الأشياء ووضع المكعبات فوق بعضها البعض، وتستمر تلك المهارات بالتطور حتى يصبح الطفل قادرًا على الاعتماد على نفسه في أداء بعض المهارات الاستقلالية كاللبس وتناول الطعام.
وتابع الباحثون بيانات أكثر من 5 آلاف سيدة أثناء الحمل وحتى بعد 4 أشهر من الولادة في ولاية نيويورك بين عامي 2008 و2010، وطلبوا معلومات عن وزن الأب أيضًا، كما تابعوا الأطفال حتى سن 3 سنوات، لاكتشاف آثار بدانة الآباء والأمهات على المهارات الحركية الدقيقة لدى الأطفال.
وتبين للباحثين أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات بدينات كانوا أكثر عرضة للفشل فى اختبار المهارات الحركية الدقيقة حسب العمر بنسبة 70%، وارتفعت النسبة إلى 75% عندما كان الوالدان يعانون من السمنة المفرطة وهذا التأخر فى النمو جعل الأطفال غير قادرين على التواصل مع الآخرين بشكل جيد.
وعن السبب في ذلك، قال الباحثون إن الدراسات التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أن بدانة الأم أثناء الحمل قد تعزز إصابة الأطفال بالالتهاب، ما قد يؤثر على نمو دماغ الجنين، كما أن إصابة الأب بالسمنة يمكن أن تؤثر على التعديلات الجينية في الحيوانات المنوية.
وسبق أن حذرت دراسات سابقة من أن بدانة الأب، لا تضر بصحته وحسب، بل قد ينتقل خطرها إلى بناته ويهددهن بزيادة معدلات إصابتهن بسرطان الثدي عند الكبر، بسبب التعديلات الجينية التى تحدث في الحيوانات المنوية للرجال البدناء.
وأضافت الدراسات، أن بدانة الأم أثناء فترة الحمل، يمكن أن تكون سببًا فى إصابة أطفالها بمرض التوحد بعد الولادة، لأن ذلك يؤثر على تطور الجهاز العصبي للمواليد.