يعد مرض النقرس حالة صحية مؤلمة ومزمنة، تتسبب في تكوُّن ترسبات بلورية داخل المفاصل والأنسجة المحيطة بها، وعلى الرغم من أنه يُعتقد عادة أن النقرس يصيب الرجال بشكل رئيسي، إلا أنه يمكن أن يتطور أيضًا عند النساء.
ويحدث هذا المرض نتيجة ارتفاع مستوى حمض البوليك في الدم، مما يؤدي إلى ترسب بلوراته في المفاصل والأنسجة، ما يتسبب في التهاب حاد وآلام شديدة.
وتتجلى أعراض النقرس عند النساء بشكل عام في التهاب مفصلي حاد في القدم، وخاصة في مفصل الإبهام، ولكن يمكن أيضًا أن تؤثر في المفاصل الأخرى مثل الكاحل والركبة والمعصم، وتشمل الأعراض الشعور بالألم الشديد، والاحمرار، والتورم، والسخونة المحلية في المنطقة المصابة، وقد يصاحب هذا الألم حدوث حمى، واحمرار بشرة المنطقة المصابة، وقد تتجمع السوائل الملتهبة في شكل حبات صغيرة قريبة من السطح.
وتعزى أسباب النقرس عند النساء إلى عوامل عديدة، من بينها التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، ويمكن أن يحدث كذلك في فترة الانقطاع الطبيعي للحيض (سن اليأس) وفي مرحلة الحمل، وكذلك بسبب الاستخدام المفرط لموانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم، كما تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا مهما في زيادة احتمالية تطور النقرس، فقد يكون الإنسان عرضة للإصابة بارتفاع مستوى حمض البوليك في الدم أو لترسب بلورات البوليك في المفاصل بشكل وراثي.
وكما أن لكل داء دواء، هناك العديد من الطرق لعلاج النقرس عند النساء، والتي تمكن من تخفيف الأعراض الحادة والتحكم في النوبات، بالإضافة إلى منع حدوث النوبات المستقبلية، حيث تستخدم عادة الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، كما يعتبر العلاج بالكولشيسين أيضًا فعالًا في تخفيف الأعراض ومنع حدوث نوبات مستقبلية، بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الأدوية المثبطة لإنتاج الحمض البوليك للحد من تراكمه في الدم، ويمكن أيضًا وصف أدوية تقوية العظام للنساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام المرتبطة بالنقرس.
وفي الختام، يجب على كل النساء اللواتي يعانون من إحدى أعراض النقرس الاستعانة بالمشورة الطبية للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، كما يُنصح أيضًا بتبني نمط حياة صحي، بما في ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف والماء، وتجنب تناول الأطعمة الغنية بحمض البوليك والكحول، للمساعدة في السيطرة على مستويات حمض البوليك في الدم والوقاية من نوبات النقرس.