سلطانة

ماهو اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي؟

تعتبر فترة الحيض من أكثر الفترات خصوصية في حياة المرأة، حيث لا تقتصر هذه الفترة فقط على مجموعة من الأعراض الجسدية التي تختلف حدتها من فتاة لأخرى كآلام البطن، والانتفاخ وآلام في العضلات، وإنما يمكن أن تصاب المرأة باضطرابات نفسية كذلك سواء قبل الدورة أو أثناءها.

وتعد متلازمة ما قبل الحيض من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا بين النساء في جل دول العالم، وفي مختلف مراحلهن العمرية، ويصطلح عليها طبيا بمتلازمة ماقبل الطمث الاكتئابي أو (Premenstrual Dysphoric Disorder).

وتكون أعراض هذه المتلازمة شديدة للغاية، وتؤثر بشكل سلبي على حياة المرأة، وقد تدمر علاقاتها الإنسانية، حيث تظهر عليها مجموعة من الأعراض النفسية، من قبيل العصبية، والغضب، والقلق والأرق، والإرهاق الحاد، بالإضافة إلى الارتباك والحساسية العاطفية المفرطة، ثم نوبات البكاء بدون أي سبب يذكر، وكذلك التقلبات المزاجية وتدني الثقة في الذات، وقد تصل حدة هذه الأعراض أحيانا إلى الانتحار.

وكشف استطلاع قامت به “بي بي سي”، أن حوالي 140 امرأة كشفن عن رغبتهن في الإقدام على الانتحار خلال الفترة السابقة للدورة الشهرية، واعترفت 60 امرأة منهن أنها حاولت الانتحار، و15 منهن انتحرن فعلا، كما أن بعض الشابات اللواتي شخصن بهذا الاضطراب اخترن إجراء عملية إزالة الرحم.

وتشير بعض التقديرات، إلى أن امرأة واحدة من بين 20 امرأة تعاني من اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي وتتأثر به، وأكدت إحصائيات أشرفت عليها الجمعية الدولية لاضطرابات ما قبل الحيض، أن حوالي 30 بالمئة من النساء اللواتي شخصن بالاضطراب في الولايات المتحدة أقدمن على الانتحار.

وبحسب موقع ” مايو كلينيك” المتخصص في المواضيع الطبية، فعادة ما تبدأ أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي في غضون سبعة إلى عشرة أيام قبل بدء الحيض، ويمكن أن تستمر في الأيام القليلة الأولى من دورة الحيض، كما أن الأسباب الحقيقية لهذا الاضطراب ما تزال غير معروفة، ومن المحتمل أن تؤدي التغيرات الهرمونية التي تحفز دورة الحيض إلى تفاقم أعراضه.

ووجدت مجموعة من الدراسات السابقة، أنه يمكن أن يتسبب نقص “السيروتونين” في التقلبات المزاجية، وهي مادة تعمل كناقل عصبي، في الإصابة بمشاكل النوم والطعام والتعب.

ويمكن تشخيص هذا الاضطراب من طرف الأطباء المختصين في الأمراض النسائية أو أخصائيين في الأمراض النفسية، وبخصوص العلاج يمكن أن يصف الطبيب المسؤول عن الحالة بعض العقاقير المضادة للاكتئاب، المعروفة بالمثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين، أو عقاقير أخرى توصف حسب حدة الحالة، كما أنه يمكن الاعتماد في العلاج على بعض الممارسات الصحية كاليوغا والرياضة والتأمل.

بقلم الصحافية المتدربة أمينة مطيع

vous pourriez aussi aimer