سلطانة

الطيب حمضي: لقاح الإنفلونزا الموسمية يحمي من الإصابة ومن الحالات الخطرة والوفيات

أكد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن لقاح الإنفلونزا الموسمية يحمي من الإصابة ومن الحالات الخطرة والوفيات، كاشفا أعراض المرض والفئات التي ينصح بأخذها للقاح.

وقال الطيب حمضي، في ورقة توصلت بها مجلة سلطانة، إن الإنفلونزا الموسمية تعتبر مرضا ناتجا عن الإصابة بفيروسات الإنفلونزا وتصيب أساسا الجهاز التنفسي، مشددا على أنها ليست نزلة البرد، وإن كان كلاهما من أمراض الجهاز التنفسي.

وتابع المتحدث موضحا، أن هناك اختلافا في نوع الفيروسات المسببة للمرضين مع تشابه في الأعراض، مسجلا أن الأخيرة تكون أكثر حدة وتنوعا وتبدأ بشكل مفاجئ في حالات الإنفلونزا، بينما تكون تدريجية وخفيفة وغالبا تتلخص في صداع وسيلان الأنف في نزلة البرد.

وأبرز الطبيب أن أعراض الإنفلوانزا الموسمية تتراوح ما بين الخفيفة أحيانا والشديدة، وتتمثل في ارتفاع الحرارة غالبا بنسبة 40 درجة مئوية، وقشعريرة وتعرق، وصداع، وسعال جاف مستمر، وتعب وإرهاق، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، وألم في العضلات وقيء وإسهال أحيانا عند الاطفال.

وأكد الخبير أنه في الغالب عند الشباب الأصحاء، تشفى الإنفلونزا بعد أسبوع أو اثنين من المرض، لافتا إلى أنه عند بعض الفئات من ذوي عوامل الخطورة، قد تتطور الإصابة إلى حالات خطيرة ووفيات، 

وأفاد الباحث في النظم الصحية، أن عدد الوفيات الناتجة عن الإنفلونزا الموسمية عالميا، بلغ ما بين 300 و650 ألف وفاة سنويا، كما تصيب سنويا ملايين الأشخاص، فمنهم من يصاب بأعراض بسيطة، فيما قد يدخل آخرون إلى المستشفيات وأقسام الإنعاش،  كما أن الإصابة بها قد تشكل ضغطا على المستشفيات والأطر الصحية، وتتسب في الغياب عن العمل والدراسة طيلة موسم العدوى، مع ما لذلك من أثر على الحياة الاجتماعية والمردودية الاقتصادية للمقاولات والدول.

وأشار حمضي، إلى أهم عوامل الخطورة، التي تتمثل في السن فوق الخامسة والستين، ووجود أمراض مزمنة بغض النظر عن السن، كالسكري، والضغط، وأمراض القلب، والجهاز التنفسي وغيرها، وضعف الجهاز المناعي، وأيضا لدى النساء الحوامل والمرضى بالسمنة.

وأورد الدكتور في ورقته، أن المضادات الحيوية تقتل الباكتيريا وليس الفيروسات، محذرا من استعمالها لعلاج الإنفلونزا، حيث أن الأطباء لا يصفونها إلا في حالة انضافت إصابة باكتيرية إلى الفيروس، كاشفا أن العلاج عادة عند الشباب الاصحاء، يكون بالراحة وشرب الكثير من السوائل فقط، ولكن في بعض الحالات ذات الهشاشة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس.

وعن لقاح الإنفلونزا، قال الباحث في السياسات الصحية، إن أخذه مرة واحدة سنويا، يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض ونقل العدوى للآخرين بنسبة قد تصل إلى 90 بالمئة، كما يحمي من الحالات الخطرة والوفيات بشكل “هائل”، ويعتبر من اللقاحات الآمنة الذي تتعدد منافعه وتشكل أهمية تفوق بعض الآثار الجانبية القليلة والبسيطة، من قبيل آلام واحمرار مكان الحقنة. 

أما الفئات التي ينصح بأخذها اللقاح، أوضح حمضي، أن جميع الأشخاص ابتداء من سن ستة أشهر بإمكانهم أخذه، باعتباره جد مفيد لهم طبيا وصحيا.

لكن أخذ اللقاح يصبح أولوية، يضيف حمضي، عند بعض الفئات  التي تكون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الانفلونزا، وتتمثل في جميع البالغين لعمر 65 عاما فما فوق، وجميع من يعانون من أمراض مزمنة أو تُضعف المناعة مثل السكري وأمراض القلب، والرئتين، والكبد، والكلى والسرطان، والنساء الحوامل خلال جميع مراحل الحمل، والمهنيين الصحيين لحماية مرضاهم وحماية أنفسهم ليبقوا أصحاء في مواجهة  موسم الأمراض الذي يتطلب حضورهم أكثر من أي وقت.

وأكد الطبيب أنه يجب أخذ اللقاح ابتداء من شهر أكتوبر، وهو عبارة عن حقنة واحدة بالنسبة للبالغين والأطفال فوق 9 سنوات، وتبدا فعالية حمايته بعد أسبوعين من أخذ الحقنة، وتستمر من 6 إلى 8 أشهر حيث يكون موسم الإنفلونزا قد انتهى. 

وأبرز الطيب حمضي في ختام ورقته، أن فيروسات الإنفلونزا تتحور باستمرار، لذلك تتغير اللقاحات كل سنة لمواجهة الطفرات الجديدة، كاشفا أن المغرب سيعتمد هذه السنة، على غرار السنتين الفارطتين، على لقاح بأربع سلالات عوض ثلاث حتى تكون الحماية أكبر، مشيرا إلى أنه ينصح للفئات الهشة بتلقيهم لقاح الإنفلونزا ولقاح كوفيد 19 لحمايتهم من المرضين معا.

 

vous pourriez aussi aimer