سلطانة

حينما تتحول نعمة الحب إلى نقمة “متلازمة الهوس العاطفي”

يشكل الحب في الحالة الطبيعية ذلك الرباط الدافئ، والمشاعر الإيجابية المتدفقة والأحاسيس المرهفة التي تعتري الإنسان عندما يشعر بالانجذاب نحو شخص ما، لكنه من غير الطبيعي عندما يتحول هذا الحب إلى هوس مرضي يسمى “متلازمة الهوس العاطفي”، والتي غالبا ما تُعرف بوجود الحب في ذهن طرف واحد فقط.

ويتوهم الشخص المصاب بمتلازمة “الهوس العاطفي” أن شخصا آخر واقع في غرامه ويكن له مشاعر الحب، حتى وإن كان الطرف الآخر لا يطيقه، وينكر المشاعر غير الموجودة اتجاهه.

وغالبا ما يكون الشخص الذي يتوهم المصاب حبه من النجوم أو المشاهير، وقد تحدث أيضا هذه الحالة في العلاقات بين الأشخاص العاديين، ويمكن أن تستمر الحالة لمدة طويلة إذا لم يتم التدخل قصد العلاج.

وأكدت الأخصائية النفسية، عبير أوطالب، في تصريح لمحلة “سلطانة”، أن اضطراب الفصام العاطفي أو متلازمة الهوس العاطفي، من بين اضطرابات الصحة العقلية والنفسية، وتشمل مزيجا من أعراض الفصام واضطراب المزاج كالتوهمات، والاكتئاب والهلوسة.

وأضافت أن أعراض هذه المتلازمة تختلف من شخص لآخر كغالبية الاضطرابات النفسية والعقلية، وتشمل التوهم من خلال تكوين فرضيات ومعتقدات خاطئة في ذهن المريض بالرغم من إثبات محيطه للعكس، والهلوسة التي تكمن في سماع أصوات ورؤية سيناريوهات لا أساس لها من الصحة، ثم ظهور سلوكات وتصرفات غير معتادة و تقلبات مزاجية مفاجئة، بالإضافة إلى الانعزال وانعدام الثقة في النفس.

وترجع أسباب هذا الاضطراب العاطفي إلى العامل الوراثي، حسب الدراسات التي تم القيام بها إلى حدود الآن، وماتزال أسباب هذه المتلازمة تخضع لأبحاث من طرف المختصين.

وصرحت عبير أوطالب، في هذا الصدد قائلة: “لمن تبدو عليه أعراض المتلازمة، ينصح بتوجهه إلى أخصائي الأمراض النفسية والعقلية لتشخيص الحالة والاستفادة من حصص الدعم النفسي”.

وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة عدم التدخل العلاجي والنفسي لدى المصاب، يمكن أن يتحول هذا الحب المرضي إلى محاولة للتخلص من المحبوب أو إيذائه، خاصة إذا تفاعل مع تصرفات المريض بسخرية وجفاء، كما حدث في قضية المنصورية، حيث قام شاب بطعن زميلته وذبحها، لأنه وحسب رواية عائلة الفقيدة، كان يحب ابنتهم “نيرة” ولم تبادله نفس المشاعر فأقدم على قتلها.

بقلم المتدربة الصحافية أمينة مطيع

vous pourriez aussi aimer