الطيب حمضي يكشف علاقة الفطر الأسود بكوفيد 19/أعراضه/خطورته/علاجه
قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الفطر الأسود ليس مرضا جرثوميا ولا فيروسيا، مؤكدا أنه ليس مرضا معديا ولا يدعو إلى الهلع.
وأبرز الطيب حمضي، في مقال تحليلي بعنوان “كل ما يجب معرفته عن الفطر الأسود وعلاقته بكوفيد 19″، توصلت مجلة سلطانة بنسخة منه، أن هذا المرض ليس جديدا، ويرجع تشخيصه لأول مرة إلى حوالي قرن ونصف من اليوم، مؤكدا أنه ليس هناك ما يدعو إلى الهلع. كونه نادر وغير معد، بمعنى أنه لا ينتقل من شخص لآخر، كما أنه ينتشر في حالة توفر عدة ظروف، من بينها المناعة المنخفضة لدى المرضى، وخلل كبير في شروط النظافة، والاستعمال المفرط أو العشوائي لبعض الأدوية المثبطة لمناعة جسم الانسان.
ولفت الطبيب المختص إلى أن تسجيل الهند في الأسابيع الأخيرة، لآلاف الإصابات بالفطر الأسود بين صفوف بعض مرضى كوفيد 19، راجع إلى خطورة هذه الإصابات والارتفاع المفاجئ لعدد الحالات المسجلة بين المصابين بالفيروس، معللا هذا الارتفاع بعدة عوامل مجتمعة في الهند دون غيرها من الدول، منها “موجة عاتية من الإصابات اليومية بكوفيد 19، وارتفاع عدد مرضى السكري غير المنضبط دون تكفل طبي ملائم، إضافة إلى ظروف بيئية وصحية مواتية لانتشار هدا النوع من الفطريات هناك.
وحذر الطيب حمضي من حالة الذعر “غير المبرر”، التي انتشرت على المنصات الاجتماعية، مطمئنا بقوله: “ليس هناك ما يدعو للقلق ببلادنا ولا في أغلب دول العالم، فهذا المرض قديم ونادر جدا، أقل من حالتين في كل مليون نسمة سنويا”.
وأوضح الدكتور في حديثه عن الفطر الأسود، أنه ليس مرضا جرثوميا ولا فيروسيا بل ناتج عن الإصابة بنوع من الفطريات، وبالضبط الفطار المخاطي “Mucormycose”، وهي “كائنات دقيقة ميكروبية تتواجد بكثرة في البيئة المحيطة بنا، في النباتات والفواكه وأوراق الأشجار في طور التحلل وفي الحيوانات”.
وتابع المتحدث ذاته بالقول إن الفطريات بطبيعتها “انتهازية”، فهي في العادة لا تتسبب في أي أمراض، بل يتعايش معها الانسان بشكل عادي، كما أن مناعة الجسم تقاومها بسهولة، لكنها في المقابل، تنتهز الفرصة في حالة الإصابة بمرض أو تناول أدوية تُضعِف مناعة الجسم بشكل كبير.
وأشار الطبيب إلى الفطر الأسود يدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق وأحيانا عبر جروح في الجلد، كما يصيب الأنف والجيوب الأنفية ويتسلل إلى الرئتين وأحيانا إلى العين والدماغ وأعضاء أخرى، كما يصيب الأوعية الدموية بانسداد يتسبب بتلف في الأنسجة وميلها للسواد على مستوى الوجه، وهذا سبب تسميته بالفطر الأسود.
وعن علاقته بأمراض معينة، قال الطيب حمضي إن الفطر الأسود يتربص بكل المرضى الذين يعانون من أمراض تثبط المناعة، في مقدمتها مرض السكري لغير المنتظم بالحمية والعلاج، مشيرا إلى أن الأطباء لاحظوا تزايد حالات الإصابة به، لدى مرضى كوفيد 19 المصابين بالسكري غير المنضبط والذين دخلوا المستشفى وتلقوا الأوكسيجين وأدوية الكورتيزون، مضيفا أن احتمال غياب النظافة وتلوث أجهزة توصيل الأوكسيجين، أدى إلى تزايد الحالات في ظل الوباء المستعر بالبلاد.
وأكد الخبير ذاته، أن الفطر الأسود هو مرض نادر وموجود في كل دول العالم لكن بأعداد قليلة، وتسجيل الهند لعدد مرتفع من إصابات الفطر الأسود كان قبل الجائحة، مرجحا أن يكون بسبب مناخها الحار والرطب الذي يسهل الإصابة بالفطريات بشكل عام، وأيضا وجود الكثير من مرضى السكري بالملايين في الهند دون تتبع طبي ملائم، لافتا إلى أن نسبة الوفيات بسببه عالية، وتقدرها الدراسات في 50%، كما تختلف حسب الإصابة ومناعة المريض والتشخيص المبكر من عدمه والتكفل والعلاج الفعالين.
واستعرض الطيب حمضي في ختام مقاله التحليلي، أعراض الإصابة بالفطر الأسود، في مقدمتها التهاب وانسداد الأنف، وارتفاع درجة الحرارة، وانتفاخ وألم في جهة من الوجه، وأحيانا سعال مصحوب بالدم، وألم وانتفاخ بالعين، وبقع سوداء على الوجه، مشددا على ضرورة بدء العلاج بشكل فوري، واحةلذي يتطلب عدة أسابيع بمساعدة مضادات الفطريات، وأحيانا يستلزم التدخل الجراحي لإزالة النسيج المصاب، وإزالة العين المصابة لوقف انتشار الفطر لأعضاء أخرى كالدماغ وتجنب الوفاة.