لماذا يجب مواصلة احترام الإجراءات الإحترازية بعد التلقيح؟..طبيب يوضح
يتساءل بعض المواطنين عن الإرشادات الطبية والعلمية حول الإجراءات الحاجزية بعد الإستفادة من التلقيح، داخل المجتمع بشكل عام أو بين الأشخاص الذين استفادوا من اللقاح.
وفي هذا الصدد، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، إن الإلتزام بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتباعد وتطهير اليدين وتجنب الإزدحام وتهوية الأماكن المغلقة، ضرورة طبية يجب مواصلة الإلتزام بها من طرف الجميع، الملَقحين والذين لم يتلقحوا بعد، إلى حين تأمين مناعة جماعية.
وبعد أسبوعين أو ثلاث أسابيع من أخذ الجرعة الثانية يحصل جل الملقحين على مناعة ضد كوفيد 19. يؤكد الطيب حمضي، وهذا غير كاف لأن يتخلى الملقحون عن الإجراءات الحاجزية، سواء أثناء لقائهم بأناس غير ملقحين او بملقحين مثلهم.
وتابع حمضي في حديثه مع سلطانة، مبرزا أن المغرب عرف اليوم من خلال نتائج الدراسات السريرية، أن اللقاحات تعطي نسب فعالية عالية جدا ضد المرض، لكنها لا تصل إلى نسبة 100%، وليس معروفا لحد اليوم هل يمكن أن ينقل الملقحون الفيروس للمحيطين بهم أم لا، مشيرا إلى أن أغلب الدراسات السريرية، لم تبحث هذا الأمر بعد، وباحثو جامعة أوكسفورد واسترازينيكا أجروا جزءا من هذه التجارب خلال دراسات المرحلة الثالثة، لكن النتائج لا زالت أولية.
وشدد الطبيب على وجوب الإلتزام بالإجراءات الحاجزية لتجنب الإصابة بالفيروس أو نقله لمن لم تستجب مناعتهم للقاح، موضحا أن نفس الإرشادات تسري حتى إذا تعلق الأمر بلقاء بين أفراد كلهم ملقحين، منبها إلى أنه من الخطأ الإعتقاد أن الشخص الملقح حتى وإن نقل الفيروس لشخص ملقح أخر، فإن الأخير يتمتع بحماية ضد الإحتمالات الخطرة أو لا يشكل خطرا وبائيا.
وذكر الطيب حمضي أن أغلب اللقاحات المتوفرة لحد اليوم، توفر حماية قد تصل إلى ما يناهز 100% ضد الحالات الخطرة من كوفيد 19، أي أن الذين تلقحوا ولم تطور أجسامهم مناعة كافية لحمايتهم من الإصابة بالفيروس، فهم رغم إصابتهم المفترضة به لن يصابوا بالأشكال الخطيرة من المرض، لكن استمرار الوقاية ضروري، لأنه أولا هذه النسبة ليست موحدة بالنسبة لجميع اللقاحات.
ففي دراسات حول لقاح موديرنا مثلا، أصيب 30 متطوعا بحالات خطيرة من كوفيد 19، جميعهم تلقوا اللقاح الوهمي وليس الحقيقي، وفي دراسات لقاح أسترازينيكا، سجلت 10 حالات خطرة كلها بين المتطوعين الذين تلقوا اللقاح الوهمي، لكن بالنسبة للقاح فايزر، فقد سجلت 10 حالات خطرة 9، منها بين المتطوعين الذين تلقوا اللقاح الوهمي وحالة واحدة لدى متطوع تلقى اللقاح الحقيقي.
وثانيا أردف المتحدث ذاته: “نظرا لأن عدد الحالات الخطيرة المسجلة بين المتطوعين لا زالت قليلة وأولية، ولازالت الدراسات تتابع الموضوع، فإن النسب مطمئنة لكنها ليست نهائية بعد. وفي جميع الأحوال ستكون النسب النهائية جد عالية، وهذا شيء مهم جدا، ولكن ليس بالضرورة أن تكون 100% لكل اللقاحات”.
وثالثا يقول حمضي، أنه من الناحية الوبائية، هناك رهان الحرب ضد الوباء، وهي تكسير سلاسل تفشي الفيروس وتوقيفه وعدم إعطاءه أي فرصة للإنتقال بين الناس، وكل شخص حامل للفيروس هو مشكلة وتحد مهما اتخذ من احتياطات.
ثم رابعا هناك دائما احتمال ظهور سلالة جديدة أكثر شراسة أو لا تنفع معها اللقاحات المستعملة بنفس درجة الفعالية، وبالتالي لا تنفع معها لا المناعة التي حصل عليها من تعرضوا للمرض سابقا، ولا الذين حصلوا على المناعة ضد المرض بفضل اللقاح، مشددا على أن هذ السيناريو للأسف ليست احتمالا نظريا فقط، بل نسارع الزمن لكيلا يتحقق.
وأوصى الطبيب بمواصلة الإلتزام بالإجراءات الحاجزية قبل التلقيح وخلاله وبعد الإستفادة منه، إلى أن نكون كمجتمع قد وصلنا لمناعة جماعية، والتي تعتبر الوسيلة الوحيدة التي ستحمينا جميعا وجماعيا.