المهرجان الوطني للعيطة الجبلية.. نحو تصنيف العيطة الجبلية ضمن التراث العالمي كتراث لا مادي
تنظم وزارة الثقافة والاتصال، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، الدورة السادسة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية، في الفترة ما بين 22 و24 يوليوز 2017 بمدينة تاونات.
وستتميز هذه الدورة بمشاركة عدد من الفرق الوطنية والمحلية المهتمة بهذا الفن الشعبي العريق، ستحيي سهرات فنية يومية على مدى ثلاثة أيام، تنشطها وتقدم فقراتها الفنانة نعيمة إلياس.
ومن هذه الفرق الشعبية: مجموعة “عبد اللطيف الخمسي”، وفرقة “الحضرة الشفشاونية خيرة افزاز” من مدينة شفشاون؛ وفرقة “محمد الكوشي”، وفرقة “المختار الجنحي” من مدينة تاونات؛ وفرقة “وفاء العسري” من مدينة تطوان؛ وفرقة “حجي السريفي” من مدينة طنجة؛ فرقـة “طيور الجبال للتراث الموسيقي محمد اجبيلو” من العرائش؛ والفنان الشعبي عبد العزيز أحوزار.. وبالإضافة لهذه الفرق وفنانيها سيستضيف المهرجان مجموعة من المبدعين والنجوم كضيوف شرف بهدف تحقيق اللقاء والتواصل مع الجمهور المتعطش لتلاقي نجومه وفنانيه، ومن بينهم أمينة رشيد ومحمد الدرهم ومحمد الجم ومجيدة بنكيران ومحمد الشوبي ونعيمة إلياس ومحمد بلهيسي.
هذا وقبل حفل الافتتاح الذي ستشهده ساحة المدينة يوم السبت 22 يوليوز الجاري، سيتم رفع الستار بمشاركة الفرق الفائزة في المسابقة الوطنية للإبداع في العيطة الجبلية يوم الجمعة 21 يوليوز..
وتعد “جائزة الإبداع في الأغنية الجبلية”، حسب ورقة عممتها إدارة المهرجان، آلية جديدة تهدف إلى تحفيز الفنانين والفرق والمجموعات الموسيقية والغنائية والصوتية العاملة في مجال الأغنية الجبلية على الخلق والإبداع بغية إرساء ممارسة فنية تعيد للأغنية الجبلية إشعاعها وبريقها.
كما ستمكن هذه الآلية الجديدة من تثمين التنوع الثقافي والفني الجبلي وتطوير الإبداع الموسيقي الجبلي بمختلف أصنافه وأشكاله وكذا تعزيز شروط المهنية على مستوى الممارسة الموسيقية للفرق الجبلية، مع التأكيد على مبدأ الجودة والابتكار والطموح إلى تقريب الأغنية الجبلية لفئات واسعة من الجمهور.
وتهم هذه الآلية انتقاء المشاريع الجديدة في الأغنية الجبلية عبر تنظيم مسابقة وطنية من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بتازة لاختيار أجود الأعمال الغنائية الجبلية الجديدة التي سيتتوج بجوائز مالية مهمة خلال هذه الدورة.
وبالموازاة مع العروض الفنية، ستقام عدة أنشطة ثقافية وعلمية وتربوية أبرزها مائدة مستديرة حول موضوع “العيطة الجبلية في التراث الجبلي المغربي والعالمي” التي ستنعقد صبيحة اليوم الأول (22 يوليوز) ويجتمع فيها باحثون انطروبولوجيون ومؤرخون وعلماء موسيقى وكذا ممثلو المجتمع المدني وخبراء تنظيم المهرجانات، لمقاربة العيطة الجبلية كتراث لامادي في المجال الموسيقي، ولتدارس أصول ونماذج موسيقى الجبال وخصوصا “العيطة” التي اشتهرت بها منطقة جبالة والبحث في سبل جعلها تكتسي إشعاعا وطنيا وإنسانيا.
ومن ضمن الأنشطة الموازية، ستنصب “خيمة الشعر في العيطة الجبلية” لتستمر طيلة أيام المهرجان، وهي خيمة مستقاة من الثقافة الجبلية، بحيث ستكون مؤثثة بشكل تقليدي جبلي وسيشارك فيها عدة شعراء متخصصون في العيطة الجبلية ينتمون إلى مختلف المناطق الجبلية من المملكة سيتناوبون على القراءات الشعرية يوميا من الساعة السابعة مساء إلى حدود الساعة التاسعة ليلا.
وثمة خيمة أخرى تحت اسم “خيمة فضاء الحكاية الجبلية”، وهي خيمة تحتضن فن الحكاية الجبلية وستكون أيضا مؤثثة بشكل تقليدي جبلي محض يدل على الثقافة الجبلية بكل مكوناتها، وبدورها سيتواصل فيها الحكي طيلة أيام المهرجان من الساعة السابعة مساء إلى الساعة التاسعة ليلا.
وفي ذات السياق، ومن أجل تعميق التواصل بين المهرجان وجمهوره وساكنة المدينة، ستحدث إذاعة خاصة بالمهرجان يتكفل بها طاقم من المنشطين بهدف التعريف ببرنامج التظاهرة والفنانين المشاركين وما يميز الدورة من إضافات. وستشكل هذه الإذاعة منبرا مفتوحا للمشاركين والمتتبعين على حد سواء للتعبير عن آرائهم وملاحظاتهم حول هذه الدورة.
هذا وسيشهد المهرجان ما يعرف بفرجات الشارع التي ستعرض في المجال العام بمشاركة فرق فلكلورية ونحاسية من التراث الجبلي، ستجوب شوارع المدينة طيلة أيام المهرجان قبل بداية السهرات لخلق جو من الاحتفال بالمدينة في فضاءات مختلفة على شكل “حلقات” تقدم فيها فرجات شعبية للجمهور العريض لجعل المدينة تعيش الحدث وتكون ساكنتها في قلب أجواء المهرجان .
يشار إلى أن هذا المهرجان يسعى من ضمن ما يسعى إليه إلى المساهمة في تطوير الوسائل الكفيلة بالمحافظة على الموروث الموسيقي التراثي لفن العيطة الجبلية والتعريف به كتراث شعبي شفاهي، باعتباره يشكل جزء هاما من ذاكرة الشعب المغربي الثقافية؛ وكذا البحث والتنقيب عن النصوص الفنية العريقة وتسليط الضوء على مختلف جوانبه الفنية والتقنية ورواده وأصوله وجذوره ومضمونه الثري، كما يستهدف أيضا الفنانين الممارسين لهذا الفن لتنمية مواهبهم واستثمارها لتعود عليهم وعلى ذويهم بالنفع المادي.
كما يهدف المهرجان الوطني لفنون العيطة إلى توثيق الجانب الاحتفالي والتعبيرات الفنية لهذا الموروث الثقافي، وإبراز التنوع الذي يزخر به فن العيطة الجبلية في مختلف مناطق البلاد. ومن ثمة الانتقال بفن العيطة من البعد الشفوي إلى مرحلة التوثيق عبر الكتابة والتدوين وإعداد الإصدارات المسموعة والمقروءة والمرئية.
من جانب آخر، وفوق كل ذلك، تسعى وزارة الثقافة والاتصال والمساهمون في تنظيم هذا المهرجان إلى تصنيف العيطة الجبلية ضمن التراث العالمي كتراث لا مادي. لذلك سيعرف المهرجان، حسب المنظمين، خلال الدورة السابعة في السنة القادمة منعطفا جديدا من خلال المراهنة على البعد الدولي لإدراجه ضمن المهرجانات الدولية المتخصصة في موسيقى الجبال.