أمال الصبهاني…مسيرة صحافية رياضية بدأت بحب طفولي لكرة القدم
يقال إن “الأجنحة التي لا ترفرف لا تطير”، مقولة تنطبق على قصة أمال الصبهاني، وهي صحافية شابة في مقتبل العمر، ذات روح فتية مفعمة بأحلام تتسع للكون، شقت طريقها وهي ترمي بذور العطاء لتحصد ثمار النجاح، سارت في دروب مختلفة لكن روحها لم تتشبع بعد لتقرر أن تسلك سبلا أخرى في رحلة بحثها عن الذات، لتقوم بما ولدت لأجله؛ وتجعل من “أمال الصبهاني” اسما مغربيا وازنا في الصحافة الرياضية.
رحلتها بدأت بحب طفولي لمشاهدة أصدقائها وهم يلعبون كرة القدم، لتأخذها الأقدار وتسوقها الطموحات حتى تكون من الصحافيات المغربيات اللواتي غطين فعاليات كأس العالم قطر 2022، وكانت لهن بصمتهن في هذه التظاهرة الرياضية العالمية.
تنحدر أمال الصبهاني من مراكش، مدينة “البهجة”، تخرجت من المعهد العالي للصحافة والإعلام، ودرست سنتين في سلك الدراسات الإنجليزية، وتخصصت أيضا في شعبة اللغات بالجامعة، لتدرس اللغة الإيطالية.
تقول أمال لمجلة “سلطانة”، إنها بدأت في امتهان الصحافة من سن 18 سنة، أي منذ سنتها الأولى في المعهد، بعد تألقها في مسابقة نظمتها مجلة “سيدتي” هناك، ليُفْتَح لها باب كتابة المقالات مع هذه المجلة الإماراتية، بعدها خاضت تجربة مختلفة لمدة 6 أشهر، في برنامج “مسرح الجريمة” الذي تشرف عليه شركة “كونكسيون ميديا”.
وبفضل اجتهادها، كانت أمال من بين الطلبة الذين اختارهم الأستاذ والصحافي طلحة جبريل، في انطلاق مشروعه الإعلامي “العاصمة بوست”، حيث التحقت به واشتغلت لمدة سنة في مجالات مختلفة سواء سياسية، أو فنية أو اجتماعية وغيرها.
تقول أمال في تصريحها للمجلة: “كان عندي دائما رغبة في ممارسة الصحافة الرياضية فقد كنت أحبها، ولأنني منذ طفولتي وأنا أحب كرة القدم والرياضة، وكنت أشاهدها كثيرا مع أصدقائي وإخوتي ووالدي، اخترت دراسة الصحافة فقط كي أدخل ميدان الصحافة الرياضية وأتخصص في كرة القدم، يعني الساحرة المستديرة من جعلتني أدرس هذه التخصص”.
وتضيف أمال قائلة: “لأن العديد من المنابر الإعلامية استقطبتني بدأت أشعر أن حلمي بدأ يضيع وأصبح بعيد المنال، إلى أن جاءت الفرصة في سنة 2014، والتحقت بمؤسسة هسبريس للاشتغال في الموقع الجديد ‘هيسبورت’ وكنت من مؤسسي هذا الموقع، وانتقلت بعدها إلى موقع 360 سبورت”.
بدأت أمال تشعر بأنها حققت ما كانت تطمح إليه، فقد استطاعت أن تنجح مشروعين إعلاميين ورياضيين كبيرين، وأجرت حوارات مع لاعبين عالميين، كما غطت تظاهرات رياضية كبيرة، لتقرر أن تخوض تجربة أخرى باحثة عن مغامرة جديدة، فكانت الوجهة إيطاليا.
وبين عامي 2017 و2018، درست أمال ماستر في الإخراج السينمائي والمسرحي في الجامعة، وكانت تشتغل في نفس الوقت كمراسلة صحافية مع قناة الكأس من إيطاليا، حيث غطت مجموعة من التظاهرات الرياضية هناك، من قبيل دوري الأبطال، والدوري الإيطالي، والدوري الألماني وغيرها.
في فترة انتشار جائحة كورونا، لم تقبل أمال أن تبقى رهينة البيت دون أن تستمر في طريق أحلامها، فأسست شركة إنتاج، وصفتها ب”الصغيرة”، تقول أمال: “كان أول مشروع أنتجته شركة إنتاجي هو برنامج ‘سيليكسيونا’ بشراكة مع موقع “الصحيفة”، والذي أجريت فيه حوارات مع مجموعة من اللاعبين”.
تفتخر أمال بكل المشاريع التي اشتغلت عليها كبيرة كانت أو صغيرة، ففي المغرب غطت “الدوري المغربي” و”الموندياليتو”، الذي شاركت فيه أندية كبيرة مثل نادي برشلونة وريال مدريد، كما تشعر بالفخر لأنها حاورت اللاعب البرازبلي رونالدينيو، وهي أول صحافية تحاور عددا من الشخصيات الرياضية، من قبيل المهدي بنعطية عندما كان ضمن فريق “لارين ميونيخ”، وسجل هدفا على فريق برشلونة في مباراة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وأيضا هاشم مستور، وكذلك مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني مثل زكرياء أبو خلال وعبد الحميد الصابيري.
وقالت أمال، في هذا الإطار: “فخورة جدا لتغطيتي دوري أبطال أوروبا هنا مع وكالات اشتغلت معها في إيطاليا، والدوري الألماني، وكنت أول مغربية تحاور أشرف حكيمي حين كان في ’دورتموند’ “.
وتعتبر أمل الصبهاني تجربة كأس العالم 2022، فريدة من نوعها، وتابعت بالقول: ” هي تجربة يلتقي فيها العالم، تعلمت منها كثيرا، فقد أنني كنت أقوم بتغطية المباريات وا لمتابعة مع الصحافيين القادمين من كل بقاع العالم، وهي تجربتي الأولى في تغطية المونديال، وكنت أقدم بخمس لغات اللغة العربية، كما حاورت شخصيات مختلفة بالفرنسية، والإيطالية والإنجليزية، كما قمت بالترجمة الفورية على المباشر باللغة الإيطالية، وعلى الرغم من أن لغتي الإسبانية بسيطة إلا أنني حاورت بها عددا من الشخصيات من أمريكا اللاتينية”.
وكان تغطية كأس العالم قطر 2022 نقلة نوعية في مسار أمال، فقد حسرت لأول مؤتمر صحفي في البطولة، لثماني منتخبات مختلفة، وعلى المباشر، بالإضافة إلى أنها كتبت مجموعة من التقارير وواكبت مسار المنتخب الوطني من خلال تحريرها لعدد من التقارير التي تم اعتمادها كروبورتاجات للأخبار، وأجرت حوارات مع سفراء المونديال من نجوم كرة القدم، كما كانت تقوم بتغطيات مباشرة خاصة للقيام بمراسلات لمنتخبات البرازيل، والأرجنتين والأوروغواي من مقر إقامتهم.