“عروس ماطا”… رسالة من الأمس تروى اليوم من أجل الغد
رسالة من الأمس تروى اليوم من أجل الغد ”عروس ماطا” تحضي بمكانة متميزة ضمن التراث الثقافي والحضاري لقبائل ”جبالة” شمال المغرب .
تراث ثقافي مجرد حافظت عليه ساكنة هذه الجهة باعتزاز وإرادة، تسعى للجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث ترتبط هذه ”اللعبة” بقيمة الفارس وكرامته في تجليات عميقة توحي بجمالية مشهد رصّع الموروث الثقافي للمنطقة ، فعروس ماطا تجسيد واضح لصراع نبيل يكون بطله فارس في إطار مباراة تجري أطوارها في أحضان الطبيعة بين امهر فارسان بني عروس ، المنطقة التي تتميز بهذه التظاهرة.
وتنطلق هذه التقاليد بعد صلاة العصر وفق قواعد يتم في بداية المنافسة اختيار ثلاث نساء لهن دراية بصنع دمية “ماطا” وتزيينها وإلباسها من الزي المحلى التقليدي، حيث تتعلى أصواتهم بصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وزغاريد ممزوجة بنغمات الغيطة وايقاعات الطبول الجبلية التي تتميز بها المنطقة لتسلم “العروس ماطا” لأحد شباب منطقة “مدشر زنيد”.
وعرف مهرجان الدولي لفروسية “ماطا” بإقليم العرائش المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت إشراف الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، و بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو، اختتمت دورته السابعة الأسبوع الماضي ، بعد تكريم وزير الفلاحة السيد عزيز أخنوش وعامل إقليم العرائش السيد مصطفى النوحي ونقيب الشرفاء العلميين السيد عبد الهادي بركة، الذي وضح في كلمته على الدور الذي يضطلع به المهرجان للحفاظ على الذاكرة الجماعية الوطنية وقيم التضامن والشجاعة والمساهمة في الدفاع عن الثوابت الوطنية والمحافظة على الرأسمال المادي وغير المادي للمنطقة الشمالية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون في الحفاظ على التراث التقليدي المتوارث في أبعاده التربوية والثقافية والسياحية.
وقال مدير مهرجان “ماطا” نبيل بركة، في تصريح صحفي ، إن الدورة السابعة أثارت إليها الأنظار هذه السنة بمشاركة نوعية خاصة من الفرسان وإتقانهم الكبير لهذه اللعبة الشعبية، التي تستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب، مشيرا إلى أن هواة الفروسية وعشاق الطبيعة والتراث التقليدي للمنطقة تمتعوا كثيرا بالعروض الثقافية والرياضية المقدمة، التي تروم، بالأساس، التعريف بالتراث الثقافي المتجذر في القدم، الذي تجسده فروسية “عروس ماطا”، وإحياء الموروث الحضاري المغربي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته بما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، والمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية.
وأضاف مدير المهرجان أن دورة هذه السنة، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، عرفت حضور أزيد من 100 ألف شخص للتعرف عن قرب على التقاليد العريقة للمنطقة والاطلاع على مكنونات التراث المحلي، الذي يحمل أبعادا ثقافية وفنية وروحية. واشتمل برنامج المهرجان، الذي شاركت فيه وفود اجنبية من مختلف الجنسيات .
ويشار إلى أن المهرجان تنافس حوالي 200 فارسا يمثلون فرقا مختلفة، وكذلك إحياء سهرة فنية كبرى احياها الفنان الشعبي حميد المرضي ومنير ازرو .والديدجي الشهير بيد فلور ،اضافة الى الكوميدي ” ميميح”.ناهيك عن فولكلور موسيقي محلي، إضافة إلى أنشطة اخرى موازية متنوعة.
كما احتضن المهرجان عرضا خاصا للمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية مثلت 40 تعاونية وجمعية من مختلف مناطق المغرب، منها جهة طنجة تطوان والعيون بوجدور الساقية الحمراء وكلميم السمارة، ومنحت للمشاركين بالمناسبة شواهد تقديرية تكريما لهم على اجتهادهم وعطائهم المتواصل للحفاظ على المنتوجات الحرفية اليدوية المغربية.