رمز نستعمل يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن لا نعرف من أين أتى؟
يعتبر شكل القلب من أكثر الرموز التعبيرية استخداما في العالم على مواقع التواصل الاجتماعية حسب دراسة أجرها تطبيق الرموز التعبيرية الشهير EmojiXpress، فالقلب يعدا رمزا للحب والرومانسية والمودة في جميع أنحاء العالم، لكن رغم هذا لا يعرف على وجه التحديد من أين أتى شكل القلب الذي نستخدمه يوميا رغم اختلاف شكله عن الحقيقة.
ورغم صعوبة تحديد الخلفية التاريخية لهذا الرمز، فإن العديد من النظريات تحاول تفسير الأمر، حيث يعتقد البعض أن شكل القلب يعود إلى أوراق اللبلاب التي ترتبط دلالتها بالإخلاص، بينما يؤكد البعض أنه مستوحى من أجزاء بشرية، مثل شكل الثديين أو الأرداف.
إليكم أشهر النظريات التاريخية المتعلقة برمز القلب، بحسب موقع “هافينغتون بوست عربي”:
نظرية السيلفيوم
السيلفيوم هو أحد أنواع النباتات الضخمة التي كانت تنمو في ساحل شمال أفريقيا بالقرب من مستعمرة يونانية القيرواني. الإغريق والرومان استخدموا سيلفيوم كتوابل الطعام والدواء. ويرى البعض أنها تشبه شكل القلب الحديث.
وأشاد الشعراء والكتاب القدماء بقدرة هذه النبتة على منع الحمل، لكنها انقرضت بحلول القرن الأول الميلادي، وتقول الأسطورة إن النبتة الأخيرة أهديت إلى الإمبراطور الروماني نيرون.
السيلفيوم تحمل تشابها واضحا لشكل القلب الحديث، مما دفع كثيرين إلى التكهن حول ارتباط هذه البذرة بالحب والجنس، الأمر الذي أدى إلى شهرة هذا الرمز.
ومن الأدلة الداعمة لهذه النظرية قيام مدينة قورينا الليبية القديمة – والتي أصبحت غنية فيما مضى بسبب تجارتها في السيليفيوم -، بوضع شكل القلب على عملتها.
عملة مدينة قورينا ويظهر عليها بذرة نبتة السيلفيوم
2- قلب آرسطو وغالينوس
هناك نظرية أخرى للأستاذين في التاريخ بيير فينكن ومارتين كيمب، اللذين يريان أن جذور الرمز الحالي تعود إلى كتابات غالينوس وآرسطو، اللذين وصفا القلب بأنه مكون من 3 حجرات، بالإضافة إلى تجويف بسيط في الوسط.
ووفقا لهذه النظرية، فإن رمز القلب الحالي ولد من رحم محاولات الفنانين والعلماء في العصور الوسطى لرسم وصفات تمثل النصوص الطبية القديمة.
فعلى سبيل المثال، هناك عالم الفيزياء الإيطالي جويدو دا فيغيفانو، الذي رسم سلسلة رسومات تشريحية تظهر قلبا يشبه ذاك الذي وصفه آرسطو.
رسمة لجويدو دا فيغيفانو ويظهر القلب في الجسد الثاني من الناحية اليمنى
وبما أن القلب مرتبط منذ زمن طويل بالسعادة والمشاعر، فإنه أصبح رمزا للرومانسية والحب في القرون الوسطى، كما انتشر القلب بشكل أوسع خلال عصر النهضة، إذ استخدم في الفن الديني، حيث صور كقلب للمسيح، بالإضافة إلى استخدامه كرمز مستخدم في بعض أوراق الكوتشينه.
ومع حلول القرن الـ 18، استخدمت رسمة القلب بشكل كبير في مذكرات الحب وبطاقات عيد الفلانتاين.