سلطانة

من هن النساء الأربع المبشرات بالجنة؟

أصبحن رمزا للإيمان والأخلاق بفضل الحياة المثالية اللاتي عشنها. وصرن قادة نساء الجنة. فوفاتهن مليئة بالدروس والعبر بقدر حياتهن. وبعد مرور مئات السنين لاتزال مكانتهن تكبر في نظر المؤمنين. فهن النساء الأربع المبشرات بالجنة.
ففي أحد الأيام رسم رسول الله – عليه الصلاة والسلام- أربعة خطوط على الأرض فسأل الصحابة بجواره عن معنى هذا فقالوا “الله ورسوله أعلم” وأوضح رسول الله قائلا:”أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَجْمَعِينَ “- رواه أحمد بن حنبل في ” المسند ” (6/68). فخص سيد الخلق بهذا الحديث أربع نساء على وجه الخصوص وأعلن أنهن سيصبحن ملكات نساء الجنة. والآن دعونا نعرّف باختصار هؤلاء النساء الأربع المستثنيات:

– أول من آمن برسول الله -خديجة بنت خويلد:

فالسيدة خديجة كانت نعم زوجة لرسول الله، وكذلك رفيقة له في دعوته. فهي أول من بايع الرسول عندما عاد من غار حراء وهو يرتعش بعدما نزل عليه الوحي وتكفلته ماديا ومعنويا. كما أنها أحضرت رسول الله إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وساعدت رسول الله في التوصل إلى تفسير لما أصابه. ولهذا اليوم منحت السيدة خديجة، التي كانت أحد أثرياء مكة لدرجة تمكنها من إرسالها القوافل التجارية إلى البلاد المجاورة، وصرفت أغلب ما تملكه في سبيل الله ونشر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم ينس رسول الله زوجته وأقاربها طوال حياته وعاملهم بكل وفاء. وبشرها الله بالجنة وهي لاتزال على قيد الحياة وأخبر ببناء قصر لها في الجنة.

– أم أهل البيت– السيدة فاطمة

السيدة فاطمة، أصغر بنات الرسول، هي الوحيدة من أولاد الرسول التي ظلت على قيد الحياة بعد وفاة الرسول. لكنها توفيت بعد أشهر عدة. تزوجت سيدنا علي في العام الثاني من الهجرة. واستمر نسل الرسول من خلال أبناء السيدة فاطمة رضي الله عنها والأسياد والشرفاء الذين تدفقوا من هذا المنبع الصافي والنقي إلى أن تقوم الساعة.
ونشأت فاطمة على تربية والدها فاكتسبت حياءه وأدبه وأسلوبه في الحديث وحتى مشيته. كما عاشت مثل والدها حياة بسيطة بتبنيها نمط الحياة التي وافق والدها عليه.

– آسية زوجة فرعون

السيدة الثالثة هي آسية ابنة مزاحم زوجة فرعون.ويصف القرآن هذه السيدة المباركة بقوله:”وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (التحريم-الآية11). فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية يتناولان هذه السيدة، التي اقترحت عند رؤية سيدنا موسي المتروك في نهر النيل تربيته في القصر بل وتبنيه ورفضت وتصدت لادعاء فرعون بالألوهية الزائفة واستشهدت بسبب إيذاء وجفاء زوجها لها لتكون مثالا للمؤمنين في الصبر والثبات على الحق.

– السيدة مريم رمز العفّة

السيدة مريم والدة سيدنا عيسى هي رمز للعفة والطاعة لله وهي حظيت باحترام كبير في الإسلام بفضل خصالها البارزة. فاسم مريم ورد ذكره في القرآن مفردا 23 مرة كما ورد ذكره 34 مرة في تركيب “عيسى ابن مريم”. كما أن السورة الرابعة عشرة في القرآن تحمل اسمها.
السيدة مريم (عليها السلام) هي السيدة الوحيدة التي ورد ذكر اسمها في القرآن. فهي شخصية جمعت بين العفة والتقوى والعصمة. وقد أطلق عليها اسم “البتول” بسبب نقائها الروحي والبدني وتكريس نفسها لعبادة الله وحمايتها عفتها وشرفها. فهي سيدة وهبت نفسها للمولى عز وجل وهي لاتزال في رحم والدتها وكرست نفسها لعبادة الله في المعبد منذ سن الطفولة ونشأت كالوردة الفريدة بعيدة عن المعاصي. فهي والدة أحد الرسل من أولي العزم.

فالسيدة مريم هي أم نالت رضاء الله بينما لاتزال على قيد الحياة وكرمها الله ببشائر الملائكة.فليكرمنا الله بالفهم والإدراك كما يجب من الدروس الممنوحة لنا من خلال حياة أمهاتنا هؤلاء الأربع.

vous pourriez aussi aimer