بعد 51 من ابتعاده عن مقاعد الدراسة.. هذه قصة العم الحسن الذي نال شهادة الباكلوريا في تنغير
بعثت قصة الرجل السبعيتي الذي حصل على شهادة الباكالوريا بعد 51 سنة من الانتظار بإقليم تنغير، أملا كبيرا في قلوب عدد من الناس، كما أنه كان خير من طبّق المثل الذي يقول “أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”.
لم يتمكن الحسن شاكري من اتمام دراسته سنة 1967، عندما كان عمره 18 سنة، بسبب فقره والديه، وعدم تمكنهما من تسديد مصاريف تعليمه خارج إقليم تنغير، قبل ثلاثة أسابيع فقط من بدأ الموسم الدراسي، وهو الأمر الذي كان يعانيه أغلب شباب منطقته، حيث يضطرون إلى الاشتغال من أجل مساعدة عائلاتهم ماديا.
بالرغم من إنقطاعه عن الدراسة، إلا أن الحسين لم ينقطع عن القراءة والمطالعة، وبعد شهور التحق بمنجم الفضة المتواجد في نواحي تنغير، حيث تعرف هناك على العاملين المنحدرين من فرنسا، حيث قاموا بتزويده بكتب وروايات من الأدب الفرنسي، وفي سبعينيات القرن الماضي قاده القدر إلى فرنسا، ليشتغل ويلتحق بمراكز التكوين هناك، وهناك استزاد بعدة معارف جديدة، من بينها كهرباء الميكانيك، واللغة الفرنسية، والقليل من الفزياء وغيرها.
احتكاك الحسن بالفرنسيين وعيشه في فرنسا جعله يقرر بعد حصوله على البالكلوريا، اتمام دراسته الجامعية في شعبة الادب الفرنسي، بعد أن قام طيلة 51 سنة الماضية بقراءة عدد من الكتب والروايات لاكبر الكتاب والروائيين، حيث كان يحرص على القراءة باستمرار بعد الازتهاء من أشغاله ورعاية ابنائه.
بعد حصول العم الحسن على التقاعد، قرر تحقيق حلمه الذي كنعه الفقر منه، وهو الحصول على الشواهد الدراسية التي حرم منها، حيث اجتاز سنة 2014 امتحان نيل شهادة السلك الإعدادي، ثم انتظر لثلاث سنوات من أجل إجتياز إمتحان الباكالوريا حسب المساطر القانونية بالمغرب.
ومن اجل اجتياز امتحان الباكلوريا جمع العم الحسن كتب ابنارئه، وشرع في الدراسة، حيث حصل على معدل 9.88 في الدورة العادية، ثم عاد للدراسة من جديد بمساعدة بعض الاساتذة ليحصل على معدل 11.90، ويحقق حلمه الذي سيقود إلى مدرجات الجامعة بعد سنوات من الانقطاع عن مقاعد الدراسة.