سلطانة

تقديم العرض المسرحي ” الحضارة أمي ” لأمل عيوش بالدار البيضاء

جرى مساء أمس الخميس بالدار البيضاء ، تقديم العرض المسرحي ” الحضارة أمي” لأمل عيوش ، المستوحى من رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب المغربي الراحل ادريس الشرايبي .

وتحكي هذه المسرحية، التي قدمت في إطار الملتقى الدولي حول الكاتب المغربي الراحل ادريس الشرايبي ( 11 /13 أبريل الجاري ) ، قصة سيدة عاشت تغيرات اجتماعية وسياسية متواترة ، دون أن تكون مسلحة بما يعينها على فك رموز كل التحولات التي شهدها المجتمع .

وينطلق زمن العرض المسرحي ، الذي قدم في شكل مونولوغ ، من اليوم الثالث بعد وفاة هذه السيدة٬ لتسترسل حفيدتها٬ التي تتقمص شخصيتها أمل عيوش٬ في سرد قصة جدتها .

وتعبر الفنانة أمل عيوش ، تارة بصوت جهير وتارة أخرى بهمس خفيف٬ عن الأحاسيس التي خالجت الجدة إزاء فترات عديدة من حياتها٬ حيث تثور ثائرتها حين يحل المذياع بالمنزل٬ فتعمل على إخفاء خوفها من هذا الوافد الجديد من خلال الغضب والرفض.

كما تنبهر من قدوم الكهرباء٬ فتنطلق كطفلة صغيرة في أرجاء المنزل باحثة عن لحظة قصيرة من ” السحر”٬ حين تقبض على المقبس فينبعث النور من المصباح ومعه ابتسامة عريضة٬ غير أنها ما تلبث تختفي حين ينطفئ الضوء مع كبسة المقبس٬ لتواصل الجدة البحث عن الساحر الذي يستقدم النور ويخفيه في برهة .

وتقدم رواية “الحضارة أمي” لإدريس الشرايبي٬ التي صدرت عام 1972 تحليلا عميقا لتغيرات المجتمع المغربي في فترة قبل وما بعد الاستقلال.وترمز الجدة التي تشكل محور الرواية إلى المرأة المغربية بالمعنى الضيق٬ كما أنها تحيل وبشكل أوسع٬ على الحضارة في مختلف تجلياتها .

وأبرزت أمل عيوش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن الأمر يتعلق بعمل فني يرسم المسار الحياتي لسيدة ، تعتبر نفسها مجرد زوجة ، فضلا عن كونها أما لمدة 35 سنة ، وهو ما مكنها من اكتشاف بعض مظاهر الحضارة ، منها جهاز الراديو ، والسينما ، والسيارة .

وأضافت أن هذا العرض المسرحي جرى إخراجه أساسا لكي يتم تقديمه على خشبة المسرح ، خاصة بالمؤسسات التعليمية ، وقاعات الأحياء ، في إطار عروض بسيطة ذات طابع بيداغوجي وفني .

وقد صدرت رواية “الحضارة أمي” للكاتب إدريس الشرايبي بالفرنسية سنة 1972، وترجمها بعد ذلك إلى العربية ، المترجم والكاتب المغربي سعيد بلمبخوت . وتتميز كتابات الشرايبي (1926 – 2007) عموما ، وهذه الرواية على الخصوص، ببساطتها واقترابها من الواقع.

vous pourriez aussi aimer