عائلة فلسطينية تواجه الأمطار والبرد ببيت صغير من الصفيح
بين الحين والآخر، يتفقد الفلسطيني خالد أبو شباب، الغطاء الذي وضعه بالقرب من أنف ابنته الرضيعة، كي لا تختنق بدخان نار الحطب الذي أشعله لزوجته؛ لتطهو الطعام لعائلتها.
وفي وسط المنزل الصغير، المسقوف والمجدّر بالصفيح، والمكونة أرضيته من الرمال، جلست زوجة أبو شباب، تعد حساء العدس لصغارها الثلاثة، على موقد من الحطب.
ومنذ انتهاء الحرب الأخيرة، تسكن عائلة أبو شباب في هذا المنزل الواقع في بلدة “بيت لاهيا”، شمال قطاع غزة، رغم أنه غير صالح للحياة الآدمية، بعد أن فقدت بيتها خلال الحرب.
وتبدو الأوضاع المعيشية للأسرة في غاية السوء، فالبيت لا يحتوي على أثاث، وتشتكي العائلة من البرد الشديد في ظل انخفاض درجات الحرارة، وتعرض المنطقة لمنخفض جوي، منذ بداية الأسبوع الجاري.
ويقول أبو شباب (38 عامًا): ” منذ أن فقدنا منزلنا في الحرب، نعاني من نقص في كل مقومات الحياة، حياتنا أصبحت بدائية للغاية، ونواجه الأمطار تحت هذه الألواح الحديدية”.
واستدرك الأب لأربعة أطفال، أصغرهم رضيعة في الرابعة من عمرها: ” ما ذنب رضيعتي وعائلتي أن تستنشق دخان الحطب الخناق، ونتعرض للبرد في هذا المكان”.
ولا يرتدي أطفال أبو شباب، العاطل عن العمل، أحذية في أقدامه، وثيابهم متسخة جراء جلوسهم على أرضية منزلهم المكون من الرمل.
وبعد أن انتهت زوجة أبو شباب من إعداد حساء العدس، تناوله صغارها بشربه مباشر من الأطباق، دون استخدام المعالق؛ لعدم امتلاكهم لها.
ويطالب أبو شباب الجهات المسؤولة بإعادة إعمار منزله بأسرع وقت، مضيفًا: ” إننا منذ انتهاء الحرب تحت حر الصيف، وعذابات برد الشتاء”.
وتابع: ” إننا لا نجد الماء الساخن لنغسل أيدينا، ولا أملك حتى غسالة، أوضاعنا صعبة، وكأننا ننام في العراء، ونعيش حياة قبل عشرات السنين”.
ولا يجد الأب فرصة عمل لنفسه، في ظل ارتفاع معدلات البطالة في القطاع وشح الوظائف والمهن الشاغرة.
وأردف: ” أشعر بالحرقة على صغاري وأنا لا أجد لهم غرفة نومة دافئة ومناسبة، وأغطية كافية كي لا يشعروا بالبرد”.
وشنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز عام 2014، تسببت بمقتل ما يزيد عن 2300 فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألف شخص، فضلا عن تدمير نحو 12 ألف وحدة سكنية بشكل كامل.
وتفرض إسرائيل حصاراً على سكان قطاع غزة منذ نجاح “حماس″، في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته منذ يونيو/ حزيران 2007.
وحذر البنك الدولي في تقرير له مؤخراً، من أن “الوضع القائم في قطاع غزة غير قابل للاحتمال” في ظل ارتفاع معدل البطالة الذي أضحى الآن الأعلى عالمياً بوصوله إلى 43 %، في حين لا يزال 40% من السكان يقبعون تحت خط الفقر.
وتعرضت منازل في مدينة غزة اليوم الخميس، للغرق، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة.
وقال جهاز الدفاع المدني بغزة، في بيان نشر اليوم تلقت “الأناضول” نسخةً منه إن طواقمه قامت بانتشال أصحاب المنازل التي تعرضت للغرق، في منطقة “الصفطاوي” شمالي مدينة غزة بفعل “الأمطار الغزيرة”.
وأضاف الجهاز إنه تم التعامل مع 10 منازل تعرضت للغرق بفعل تدفق مياه الأمطار، وتطاير أسقفها (الصفيح) نتيجة الرياح.
وعادة ما تتسبب الأمطار بغرق منازل في قطاع غزة، بسبب تردي البنية التحتية.