سلطانة

ربيعة.. قصة مغربية فقدت زوجها في جحيم حلب وعادت للوطن رفقة أطفالها

عادت ربيعة السوسي رفقة أطفالها الثلاثة من جحيم سوريا إلى أرض الوطن بعد أن كتبت لها حياة جديدة، وبعدما كانت شاهدة على الدمار والقتل والتفجير والخطف والترويع بأم عينيها من قبل النظام السوري، وهو الأمر الذي كلفها زوجها الذي توفي نتيجة أزمة نفسية.

يومية “أخبار اليوم” أوردت أن ربيعة السوسي قالت أنه قبل شهر من الآن، وبعدما نشرت نفس الجريدة قصتها تدخلت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمهاجرين المقيمين بالخارج وربطت معها الاتصال وطلبت منها أن ترسل لهم أوراق تثبت هويتها وهوية أطفالها، بعدها تنقلت إلى دمشق حيث وجدت بانتظارها رجلا سوريا في السفارة المغربية بدمشق، هو الذي قام بنقلها رفقة أطفالها إلى لبنان، لتجد في انتظارها “عثمان رحو” القائم بالأعمال بالنيابة في السفارة المغربية بلبنان، والذي تكفل بنقلها إلى المطار بلبنان وقام بتسهيل الإجراءات ليتم نقلها من لبنان إلى المغرب.

وحكت ربيعة لليومية ذاتها عن فرحتها بلقاء عائلتها وسعادتها بذلك اللقاء خاصة وأنها فارقتهم لمدة 11 سنة “كنت جد سعيدة وكأنني عدت إلى الحياة من جديد، بعدما فقدت الأمل لسنوات منذ أن بدأت الحرب، وصلنا على الساعة العاشرة ليلا خضعنا لتحقيقات مكثفة بالمطار للتأكد إذا كنا ننتمي إلى تنظيم إرهابي، قضينا الليلة كاملة في التحقيق وعند الساعة العاشرة صباحا ثم إخلاء سبيلنا، عندها أحسست أنني عانقت الحرية من جديد، ووصلت إلى بر الأمان وإلى أحضان عائلتي وأهلي وأصدقائي”.

وعن الفرق بين حياتها قبل الحرب وبعدها تقول ربيعة: “قبل الحرب كان زوجي يشتغل محاميا، وكنا نملك بيتا جميلا، لدي ثلاثة أطفال يذهبون إلى المدرسة، نعيش حياة طبيعية ومستقرة جدا ونتمتع بكل متاع الحياة بمدينة حلب، لكن ما إن اندلعت الحرب حتى انقلبت حياتنا رأسا على عقب”.

ربيعة أضافت في تصريحها للمصدر ذاته قائلة “فقد زوجي عمله بعد اندلاع الحرب وأصبحنا محاصرين في حلب بدون أكل ولا شرب ولا مدرسة، فقط صوت هدير الطائرات والصواريخ عندها أدركت أننا أصبحنا في عداد الأموات رغن أننا أحياء”.

وتسترسل المتحدثة قائلة “منذ سنة لم نتذوق طعم الخضر والفواكه واللحم أو الدجاج، نعيش فقط بالأرز والمكرونة، لم أفقد الأمل وبقيت في سوريا رفقة أطفالي وزوجي إلى أن حاصرت عناصر النظام حلب بأكملها، وثم قصف منزلي وسقط سقفه وجدرانه ونحن نيام، وتم إنقاذنا من موت محقق بمساعدة الجيران، وقررنا بعدها الخروج من حلب وتركت بيتي وأغراضي وفررت رفقة زوجي وأطفالي حفاة عراة من جحيم حلب وصواريخ النظام”.

وأضافت المتحدثة ذاتها “وخوفا من أن أصبح أنا وأسرتي أرقاما في عداد الموتى مع دوي كل انفجار بعد إطلاق غارات تشنها المقاتلات الحربية الروسية، دفع بنا إلى الفرار من حلب واللجوء إلى محافظة طرطوس، وانتظار أن تساعدنا سفارة المغرب في لبنان، وأن يتم ترحيلنا إلى المغرب”.

تؤكد المتحدثة أنها تمنت الموت في تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها قائلة: “لم تعد لدي رغبة في الحياة بعدما مات زوجي عند خروجنا من حلب، ورؤيتي للموت بعيني كلما سمعت صوت الصواريخ فوق بيتي، وكلما شاهدت جيراني يموتون متأثرة بشظايا القذائف، لم نعد نرغب في شيء سوى الأمان بعدما شاهد أطفالي الموت مرات عديدة، أريدهم أن يشاهدوا الحياة ولو لمرة واحدة”.

تختم ربيعة حديثها قائلة: “في محافظة طرطوس أيضا لم نشعر بالأمان، فهي الأخرى تحت وطأة الهجمات الإرهابية وانقطاع التيار الكهربائي على مدى 16 ساعة في اليوم، ونقص البنزين وارتفاع أسعار المواد الغذائية بعشرة أضعاف، وبعد أيام من انتقالنا إلى طرطوس، فقدت زوجي الذي توفي بسبب أزمة قلبية، وترك لي ثلاثة أطفال والرابع لايزال في بطني أياما قليلة وسيخرج إلى الوجود”.

img20170130113303

vous pourriez aussi aimer