انتبهوا لأطفالكم شمعة صغيرة تبثر يد طفل وتحول جسد إلى وحش صغير
تعرض طفل يدعى زكريا لا يتجاوز سنه 10 أشهر، الى حروق خطيرة يعيش معها آلاما شديدة في مظم جسده، الأمر الذي استدعى بتر يده اليسرى، بعد تعرضه لنيران حارقة نتجت عن انتقال لهيب شمعة الى فراشه، في غفلة من والديه شوه وجه وجسد الصغير وأصيب بعاهة مستديمة.
تعود أحداث الحادث الذي شوه الطفل البريء الذي يبلغ من العمر 10 أشهر، الى ليلة سوداء، وبسبب الفقر وعدم توصيل قريته بالكهرباء.. كالعادة عمدة الأم على اشعال شمعة في الغرفة التي يرقد فيها ابنها الرضيع الذي كان في شهره 6.
يحكي الأب بحرقة كبيرة وبحسرة بالغة صباح اليوم الخميس لمجلة “سلطانة” عن الوضع الصحي الذي وصل له ابنه الرضيع، بعد تلك الليلة السوداء التي حولت حياة الرضيع زكرياء الى جحيم، قائلا ” بينما كان ابني يرقد في غرفة بعيدة عن المطبخ، أشعلت أمه شمعة كالمعتاد لتضيء له الغرفة، وفي غفلة منا وبينما كانت تقوم بإعداد وجبة العشاء وقع مالم يكن في الحسبان”.
يضيف الأم المكلوم ” لم نسمع شيئا، بحكم الغرفة التي كان يحترق فيها جسد ابني بعيدة نوعا ما عن المطبخ، ولأننا نعيش في البادية وبيتنا لا يتوفر على كهرباء، نشعل الشمع لنضيء به ليالينا كالمعتاد، الا أن تلك الليلة غيرت حياتنا..” يسترسل الأب في الحديث ويقول “بعد أكثر من ساعة دخلنا الغرفة وكانت الصاعقة بانتظارنا بحيث شاهدت جسد ابننا الصغير يحترق وسط نيران جائعة”.
يكمل الأب حديثه والدموع تنهال وأنفاسه تحترق وتباطء، “حاولت إطفاء اللهيب الذي يأكل أطراف ابني لكن لم أستطع لأن النار انتقلت لأغراض الغرفة ما جعل اطفائها أمرا صعبا، وبعد مرور وقت قصير وبمساعدة الجيران تمكنت من اطفائها، وشعرت بفرح شديد حينما شاهدت أبني يتنفس، رغم تغير ملامحه البريئة لم يهمني بقدر ما همني بقائه على قيد الحياة”.
يقول الأب عن تلك الليلة السوداء ” لم أفكر في الاتصال بسيارة الإسعاف بقدر ما كان يشغل بالي إيصال ابني الى أقرب مستشفى، وبعد مدة قصير من الكشف على حالة ابني في المستشفى المحلي للجديدة، استدعى حالته الخطيرة الى نقله الى مستشفى الحروق لابن رشد بالدار البيضاء”.
يؤكد أب الطفل ضحية الفقر والإهمال أو يمكننا وصفه بضحية مشكل مجتمعي، أنه في بادئ الأمر فقد الآمل في بقاء ابنه على قيد الحياة خصوصا، بعدما أمر الأطباء ببثر يده اليسرى، وبفضل الخالق وبعد مرور ثلاث أشهر، والابن يرقد بمصلحة الإنعاش، رجعت الحياة والابتسامة لوجهه المشوه.
الآن الأب المكلوم الذي ينضر لوجه ابنه ومستقبله بحسرة كبيرة يناشد القوب الرحيمة، لمساعدته ماديا لإجراء عملية تجميلية باهظة التكاليف، ويتمنى رجوع فلذة كبده الى حالته السابقة، قبل أن يصل الى عمر يلوم فيه مجتمعه الذي لم يوصل بيته بالكهرباء، والذي دفع والديه لإيقاد شمعة غادرة في غرفة نومه البعيدة عن أنظارهما.