50% من مدارس بالمغرب لا تتوفر على مراحيض و4.5 مليون مغربي يقضون حاجتهم في الخلاء
أعلنت جمعية النساء والبيئة بالرباط، بالتعاون مع بلدية العاصمة، عن إطلاق حملة تحت عنوان “مراحيض محترمة للجميع”، بعد غد الأحد 19 نونبر، تزامناً مع اليوم العالمي للمرحاض.
وأكدت حياة مجيمر، الكاتبة العامة للجمعية، في اتصال هاتفي مجلة “سلطانة” الالكترونية، أن تنظيم هذه الحملة جاء نظرا للحال المقلق” الذي تعيشه المدن والبوادي المغربية، ولمراقبة المقاهي والمرافق العامة، ولإثارة الانتباه لضرورة تنظيف المراحيض وتكسير هذا الطابو في مجتمعنا، في اليوم العالمي للمراحيض الذي أقرته الأمم المتحدة في يوليوز من عام 2013.
وأشارت الكاتبة إلى أن وجود المراحيض المحترمة مؤشر على احترام كرامة المواطن، فمع غيابها يضطر الرجال للبحث عن حائط لتلبية حاجتهم البيلوجية، فيما تضطر النساء للبحث عن سيارة أو شجرة، إذ أن تغييب المراحيض لا يواكب التطور داخل المجال الحضري.
ورصدت مجيمر أرقاما صادمة عن وضعية المراحيض بالمغرب:” فحسب منظمة اليونسكو، 50% من المدارس بالمغرب لا تتوفر على مراحيض، وإن توفرت فغالبا ما تكون في حالة مزرية ولا تراعي شروط النظافة، و4.5 مليون غربي لا يتوفرون على مراحيض، كما أن 34% في المجال القروي ليست لديهم حتى فكرة التوفر على مرحاض” .
وأوضح المصدر ذاته أن ھذه النقائص الحالیة في المراحيض لها تأثیرات سلبیة متعددة، كالأخطار على الصحة، بحیث أنها تساھم في انتشار الأمراض الخطیرة كالإسھال الفیروسي والبكتیري والتیفوید الالتهاب الكبدي والكولیرا والكساح والأمراض الطفیلیة… وتشكل تهديدا للماء، وذلك من خلال تلویث الفرشة المائیة والمیاه السطحیة في وقت تعاني فيه العديد من المناطق من نقص في الموارد المائیة.
ولفتت إلى أن عدم وجود مراحیض في المدارس القرویة يساهم في الهدر المرسي ويمس بجودة وكرامة العیش، فقد اعترفت منظمة الأمم المتحدة بمبدأ ولوج الجمیع إلى مراحیض آمنة كحق إنساني أساسي، كما أن له تأثير على القطاع السياحي، فالمدن المغربية تعرف نقصاً كبيرا في المراحيض العمومية، خاصة في المواقع السياحية والشواطئ والمواقع الترفيهية، ناهيك عن المدارس والكليات والمستشفيات والإدارات ومحطات القطار.
وأضافت المتحدثة أن المغربي يقضي 12 ساعة خارج البيت، وهذا راجع لأسلوب العيش الجديد الذي فرضته المدن، ومع خروج عدد كبير من الناس للعمل والدراسة في وقت واحد، فكيف يعقل أن تفتقر هذه المدن لمرافق حيوية كالمراحيض ؟.
وأشارت إلى أن العاصمة المغربية الرباط تعرف نقصاً حاداً في المراحيض، مشيرة إلى أن” مشروع الرباط مدينة الأنوار تضمن إنشاء مراحيض عمومية بمقاييس أروبية، وهذا ما نتمنى أن يتحقق “.
وللإشارة، أعلنت الأمم المتحدة یوم 19 نونبر “یوما عالمیا للمراحیض العمومیة” لتحسیس المواطنین بھذا المشكل الذي ظل لحد الآن من الطابوھات التي یصعب الحدیث عنھا٬ وكذلك لحث الحكومات والمسؤولین على تناول الموضوع بجدیة وصرامة.