أم تستنجد الملك والمغاربة بعد نفاذ حليب ابنتها وتدمير غرفتها وتشريدها وأسرتها
يعيش زوجان حالة من الرعب بعد نفاذ حليب ابنتهما وعدم تمكنهما من الحصول على قوت اليوم لملء بطون أبنائهما الأربعة حكيمة، رانيا، فاطمة الزهراء، وريان.
ويروي الأب في مقطع فيديو توصلت به مجلة “سلطانة” الإلكترونية أنه كان تاجرا إلا أن علاج مرض زوجته استنزف ما كانا يملكانه فاضطر للعمل كماسح أحذية بعد أن منحه أب زوجته صندوق معدات العمل، وهو ما كان يجني منه ما بين 30 و35 درهما يوميا إلا أنه لم يكن كافيا بالمرة لتغطية تكاليف العيش والكراء فتوقف عن دفع كراء المنزل من صاحبته لسنة وشهرين إلى أن اضطرت المالكة لطلب الرحيل منهم ومنحهم 500 درهم لإيجاد مكان آخر يؤويهم، وقرر الأب جلب زوجته وأبنائه إلى غرفة لا تتجاوز مساحتها المترين تتواجد بمنطقة الفوارات بمدينة القنيطرة، ليختبئوا بها من البرد والشتاء القارص الذي تزامن مع شهر أكتوبر.
وقاطعته زوجته بعد ذلك لتكشف بنبرة تغلبها الدموع والحسرة على ما آلت له حياتهما: “الوليدات ناعسين وفوقهم الكاشة ورميت عليهم الميكة، كنغرف الماء من فوق منهم وكنخوي فالسطل… هما ناعسين وانا عاسة عليهم… ما عندنا لا ماء لا ضوء لا ما ناكلوا لا ما نشربوا”، وتابعت الحديث عن معاناتهما بالقول أن بداخل الغرفة حفرة عميقة ملآها بالأحجار وغطياها بالكرتون لتتمكن الأسرة من النوم ولو وهم “كارفين رجليهم”فيما تعاطف معهم بعض الجيران المارين من هناك فجلبوا لهم سريرا كبيرا و”باش” ليغطوا به سقف الغرفة الذي لم يكن يمنع الأمطار من الهطول على أجساد أبنائهم الفتية.
وشكرت الأم مدير مدرسة قريبة من هناك أصر على إيلاج أطفالها للمدرسة بعد أن انقطعوا عنها لفترة طويلة، كما لم تخف رعبها مما ينتظرهم خصوصا وأنها لا تجد ما تطعم به أبناءها، وحتى حليب ابنتها الصغرى نفذ منها وتضطر لتعويضه بحليب البقر الذي يمنحها إياه بائع الحليب مجانا ما جعل الصغيرة تتبرز دما، لينتهي الأمر بوالدها للتسول وشراء حليب مبستر عادي أقل ضررا.
وأوضحت بنبرة باكية وهي تعانق ابنتها أن زوجها يعاني بدوره من مرض نفسي ولم يعد يستطيع العمل لجلب قوت اليوم وأضافت: “دابا عندو الراس، غير البنية كتبقى تبكي كيقوليا راه كتحرقني فراسي سكتيها”، كما قالت: “ليوما منين مشيت ها المخزن جا ريب ليا الماعن اللي عندي… جا القايد وجاو المخازنية ريبوا المحل وداو الراجل ومشاو، عطاوه شي ورقة سنا فيها وهو ما قاريش وما عارفش علاش سنا”، لتتساءل بعد ذلك عما سيؤول إليه مصيرهم.
ووجهت الأم نداء مستعجلا للملك محمد السادس وللمغاربة لإنقاذ أسرتها كما أنهت حديثها بالقول: “أنا ضعت وتكرفست ومضيعة حتى وليداتي مساكن معايا يا ربي تعاوني وخوتنا المحسنين وسيدنا يشوف الحالة اللي أنا فيها… أنا ما بقات عندي حتى شي حاجة أنديرها فحياتي صافي غادي نقتل راسي صافي أندير شي حاجة أنموت أنا وهاد الولاد حيت ما عندي فين نمشي”.