الندوة الدولية حول المرأة في المتوسط .. التأكيد على ضرورة إحقاق العدالة بين الجنسين
أكد المشاركون في أشغال اليوم الثاني للندوة الدولية حول “المرأة في البحر الأبيض المتوسط: الهوية والمشاركة السياسية والريادة والتمكين”، اليوم الخميس بخيريز دي لافرونتيرا جنوب إسبانيا، على ضرورة إحقاق العدالة بين الجنسين.
وشددوا خلال هذه الندوة، الأولى التي تنظم هذه السنة في إطار برنامج “قنطرة: جسور للحوار والتعايش” الذي تسهر على تنفيذه مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، على أن المساواة بين الجنسين شأن يعني المرأة والرجل على حد سواء، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات في مقدمتها العدل بينهما.
وأوضحوا خلال هذا اليوم، الذي تناول ثلاث تيمات هي “المرأة والمواطنة: نحو تحقيق المساواة” و”النساء المبدعات، الثقافة كقلعة” ثم “الحركة النسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط”، أنه رغم المكتسبات التي حققتها المرأة في الفضاء المتوسطي فإن ذلك يبقى غير كاف، وأنه يتعين مواصلة العمل من أجل تجاوز الجمود الحاصل.
وأكدوا في هذا السياق على أهمية توطيد العلاقة بين نساء جنوب وشمال المتوسط من أجل تبادل التجارب والخبرات، لاسيما في مجال المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، واستكشاف سبل رفع التحديات التي تواجههن، وكيفية الوصول إلى مصادر القرار، مشددين على أن الكوطة ومنح بعض الحقوق والقوانين يبقى غير كاف.
وأشاروا إلى أنه إذا كانت النساء قد حققن مكتسبات عدة في الضفة الشمالية فإنهن في الجنوب لا زال أمامهن طريق طويل وشاق لتحسين أوضاعهن، مبرزين أن وضعية المرأة بهذه المنطقة تبقى مرتبطة بالواقع السياسي المعقد الذي تعرفه عدد من البلدان، والأزمات التي تهزها، ومن ثمة فإن قضية المرأة تظل رهينة بوجود دولة قانون قوية وشرعية، وتبني خيارات سياسية حقيقية.
وأكدوا أنه لتجاوز هذا الجمود وجب التركيز على التربية والتعليم وتنقيح المناهج الدارسية، والقضاء على الهشاشة، ومناهضة العنف بكل أشكاله، خاصة العنف ضد المرأة، وتعزيز الديمقراطية التي تهددها النزاعات والاتجار في البشر في الجنوب، وتصاعد الشعبوية في الشمال، ثم فسح مجال أوسع امام الثقافة والفن لتهذيب النفوس وخلق رفاهية اجتماعية.
وعلى هامش جلسات اليوم قالت السيدة مريم الهلالي، عن الاتحاد من أجل المتوسط، إنه يتعين تهيئة بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يكون جوهرها تمكين المرأة ومشاركة الشباب، مبرزة أن أفضل وسيلة لتعزيز الاستقرار والمساواة، هي تثمين التنمية البشرية وتكافؤ الفرص بين الرجال والنساء.
وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن التحدي الحالي هو إشراك المجتمع برمته نساء ورجالا في تحقيق هذه التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبلوغ المرأة مناصب المسؤولية والقرار لتكون بذلك قاطرة لمستقبل المنطقة وتطورها، مبرزة أن الاتحاد من أجل المتوسط يضع المرأة ضمن أولوياته، إذ استفادت أزيد من 50 ألف منهن ينحدرن من عشرين بلدا أورومتوسطيا من مشاريع هذه المؤسسة.
وتروم هذه الندوة الدولية، التي حضرها نائب قنصل المغرب في الجزيرة الخضراء محمد روافي وشارك فيها خبراء وباحثون من شمال وجنوب المتوسط، إبراز دور المرأة كقاطرة للتغيير في مختلف المجالات، من السياسة إلى الثقافة، مرورا بالاقتصاد والأعمال، وستقدم بعض المشاركات تجاربهن وخبراتهن في هذه المجالات، التي ستشكل فرصة لنقاش مفتوح وبناء حول تيمة المرأة.
وتنظم المؤسسة، إلى جانب هذه الندوة، أنشطة ثقافية مختلفة، من بينها معرض للصور الفوتوغرافية حول المرأة في البحر الأبيض المتوسط في الفترة ما بين 15 و28 مايو الجاري، وحفلين موسيقيين أحيت أولاهما فرقة للفلامينغو من خريز دي لافرونتيرا، وستحيي الثانية المغنية أوم مساء اليوم الخميس بإحدى الفضاءات التاريخية بهذه المدينة.
وتعد مؤسسة الثقافات الثلاث، التي تأسست سنة 1998 بإشبيلية بمبادرة من الحكومة المغربية وحكومة جهة الأندلس، منتدى أحدث على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار، وتعزيز التواصل بين شعوب وثقافات حوض المتوسط، كما تعتبر المؤسسة واحدة من أنشط المنظمات في الفضاء الأورو-متوسطي.