سلطانة

مهرجان موازين- إيقاعات العالم .. عندما تتسامى الموسيقى على الحدود الجغرافية والثقافية

يقدم مهرجان موازين- إيقاعات العالم ، الذي عاد أمس الجمعة في دورته السادسة عشرة، نفسه أكثر من أي وقت مضى باعتباره مرجعا عالميا في مجال الاحتفالية والموسيقى ببرمجة تجمع بين الجودة والتنوع ما يصنع بهجة الشغوفين بالفن الجميل في المغرب وخارجه.

ويحيي مهرجان موازين، وهو لحظة فريدة من نوعها لمشاطرة الثقافات وتشجيع قيم التسامح والتعايش، الموسيقى في كل عظمتها وعالميتها بالجمع كل سنة بين أكبر الأسماء في الأغنية الدولية والإفريقية والعربية.

ويحتفي موازين أيضا بالأغنية المغربية من خلال تسليط الضوء على وجوه بارزة في الساحة الموسيقية الوطنية ومواهب شابة تسعى إلى أن تعرض على الجمهور حجم موهبتها.

ويعتزم مهرجان موازين-إيقاعات العالم في نسخته السادسة عشرة، التي تنظمها جمعية “معرب الثقافات” تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفلات رائقة تقترح أصنافا وإيقاعات موسيقية متنوعة.

وهكذا، ستكون المنصات الستة للمهرجان (السويسي، والنهضة، وسلا، والمسرح الوطني محمد الخامس، وبورقراق، وشالة)، على مدى تسعة أيام، مسرحا للقاءات لا تنسى بين معجبين متلهفين ونجوم محلقة في سماء الموسيقى والغناء.

وتخصص منصة السويسي، التي تجمع كل سنة أسماء مرموقة في مضمار الموسيقى الدولية، لمرتادي المهرجان برمجة منتقاة على رأسها أسطورة الروك رود ستيوارت، ونيل رودجروز، ولورين هيل، وإيلي غولدينغ، وبوبا، وكذا ويز خليفة، ودي جي سنايك،ودومي ليفاتو، ونيك جوناس. نجوم ستلهب بدون شك أجواء المنصة. وبخصوص ساحة النهضة، التي تعد بحق واجهة للموسيقى العربية، فستبرز هذه السنة أفضل ممثلي الطرب والدبكة والريبرتوار الخليجي، من خلال سامي يوسف وماجد المهندس ونوال الزغبي ومحمد السالم وحسين الديك وفارس كرم ونجوى كرم وتامر حسني وجورج وسوف، فيما ستكون الأغنية المغربية ممثلة في كل من أسماء المنور وحاتم عمور.

أما منصة سلا، المخصصة بشكل كامل للأغنية المغربية، فستقوم، من جهتها، بجولة في مختلف أوجه التراث الموسيقي المغربي (الغناء الأمازيغي، الراي، كناوة، الموسيقى العصرية، الشعبي، الموسيقى الحسانية، والغناء التقليدي الشعبي).

وهذا التنوع الموسيقي للمملكة سيكون ممثلا بوجوه بارزة في الريبرتوار المغربي، من ضمنها لطيفة رأفت وفاطمة تابعمرانت وحميد القصري وزينة الداودية وسعيدة شرف ودون بيغ ولافوين وعصام كمال والداودي.

وعلى منصة أبي رقراق، يبعث موازين رسالة حب لإفريقيا، الغنية بالتقاليد الموسيقية العريقة وبالتمازجات المثيرة للإعجاب. وهكذا سيكون للمولعين بهذه الإيقاعات الإفريقية موعد مع الفنانين الذين يمثلون أفضل ما تمنحه إفريقيا من أساليب متنوعة.

ويتضمن البرنامج أب الريفي الإفريقي ألفا بلوندي، ومجموعة باناش كولتير، وراقص الراب إم أش دي، والثنائي أمادو وماريام، وأستاذ الموسيقى الأنغولية بونغا، وتجنع إيبيبو صاوند ماشين، والموسيقي الكونغولي صاحب الأسلوب المختلط بالوجي، وتشكيلة الأفروبيت بات طوماس وكواشيبو أربا باند، وكذا سفير موسيقى الكرنافالات بجزر الأنتيل كاليبسو روز.

ولم يحد المسرح الوطني محمد الخامس، الذي اعتاد كل سنة استقبال فنانين عالميين ، عن القاعدة في هذه الدورة. ويفتتح الحفل الأول بالمسرح الوطني محمد الخامس مساء اليوم الأسطورة الحية للأغنية الفرنسية شارل أزنافور، قبل أن يلتقي جمهوره يوم 16 ماي في حفل آخر.

ويأتي الدور بعد ذلك على بدر الرامي، الفنان المتحدر من أصل سوري، لينقل المتلقين إلى عالم الموشحات، وعلى أبقونة الموسيقى اليونانية إليفثيريا أرفانيناكي، وممثلة الموسيقى الكلاسيكية الهندية أنوشكا شانكار، والبيروفية سوزانا باكا، والفنان التونسي الملتزم لطفي بوشناق، والراقص وفنان الكوريغرافيا الإسباني رافائيل أمارغو، والفنانة اللبنانية جاهدة وهبه.

وتشكل منصة شالة، الموقع الأثري بالعاصمة، من جهتها، رمزا للانفتاح على التقاليد الموسيقية من أصقاع بعيدة. وسيحيي هذا الموقع الرمز، خلال هذه الدورة من المهرجان، موسيقى الجزر ولاروينيون بإلها غراند مرورا بمرمرو والمارتينيك .

ويشتمل البرنامج على فاكيا ستافرو (قبرص)، وجوستان فالي (مدغشقر)، وشبكويلو وماركو ميزكويدا (جزر البليار)، وأغات إيراسيما (البرازيل)، وستيلا غونيس (المارتينيك)، وفرقة سوادج (لاروينيون)، علاوة على تشكيلة مقام راودس (تركيا-تونس)، التي ستنقل للجمهور محتلف أوجه المقام بجزيرة مرمرة.

وفضلا عن المنصات، ستنتقل حمى “موازين” إلى قلب العاصمة من خلال حفلات الشارع التي من شأنها أن تقاجئ جمهور موازين بكوكتيل من الموسيقى والرقص والحركات البهلوانية .

وسيقدم المهرجان هذه السنة برمجة مخصصة للمجموعات المغربية التي برعت في مجال الفنون الحضرية الحية. ويتعلق الأمر بمجموعات باخو أتيكا، وأسامة باند، و”طبول المغرب”، وكازا فيستا. يذكر بأنه منذ 2001، يعد مهرجان موازين-إيقاعات العالم موعدا لا محيد عنه للهواة والشغوفين بالموسيقى في المغرب. ويعد ايضا بأزيد من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته السابقة، ثاني كبرى التظاهرات الثقافية في العالم، والأولى على المستوى الإفريقي.

vous pourriez aussi aimer