سلطانة

روح المؤلف والمخرج السينمائي “أرمون كاتي” تخيم على المهرجان الدولي لفن الفيديو بالبيضاء

جريا على عادتها في التظاهرات الثقافية الكبرى، قامت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك (الدار البيضاء) بإهداء الدورة ال23 للمهرجان الدولي لفن الفيديو (25-29 أبريل 2017)، إلى روح الصحفي والمؤلف المسرحي والمخرج السينمائي، أرمون كاتي، الذي وافته المنية في السادس من شهر أبريل الجاري بفرنسا.

لم يكن اختيار أرمون كاتي، المزداد بمدينة موناكو بفرنسا عام 1924، اعتباطيا ولا وليد الصدفة، بل جاء اعترافا بالحب الذي كان يكنه للمهرجان الدولي للفيديو منذ انطلاقه سنة 1993 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك، ولإيمانه بالمشاريع الثقافية والفنية والعلمية لمختلف دورات المهرجان.

لقد ترك هذا الفنان الذي يعد من أبرز الشخصيات اللامعة في مجال المسرح السياسي الحديث، والمهووس بثقافة المهمشين وبقضايا شبيبة العالم، بصمات خاصة في مسار المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء، إذ يرجع له الفضل في تأطير مجموعة من الطلبة “الذين لمع نجمهم عالميا وأصبحوا مبدعين بارزين في الساحة الدولية”، حسب المشرف على التواصل في المهرجان، أحمد طنيش.

“لقد استفاد عدد من طلبة كلية الآداب بن امسيك من الرؤية الفنية لأرمون كاتي، الذي يلتقي إبداعيا وثقافيا مع الشاعر الإلكتروني الإيطالي جياني توتي، يضيف طنيش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، فالإثنان معا تعلما الشعر في جماعة التمرد، الأول في فرنسا والثاني في إيطاليا، كما اشتغلا على المختلف والمتنوع و جربا القوة المحررة للكلمات والصور”.

تكريم روح أرمون كاتي، تم في وقت يشهد فيه المهرجان الدولي لفن الفيديو تطويرا مستمرا لبنياته ورؤيته البيداغوجية والعلمية والتواصلية، إلى جانب المعتاد الفني والتقني والثقافي الذي يساير أحدث التطورات والفتوحات التكنولوجية.

كما يأتي في ظرف يشهد فيه فن الفيديو طفرة نوعية في العالم، يؤكد عبد المجيد الساداتي، المدير الفني للمهرجان، مشيرا بالمناسبة إلى أن هذا الأخير ما فتئ يواكب التحولات التي يعرفها فن الفيديو، بل أصبح نموذجا يحتذى به من طرف بلدان كثيرة، مثل لبنان ومصر وتونس وسوريا وفلسطين، وكان سببا في بروز تظاهرات عدة هدفها الأول التعريف بإبداعات هذا الفن وترويجها وخلق تفاعل بين منتجيها محليا وعربيا ودوليا.

ويعتز الساداتي كثيرا بقيمة المقترحات الجمالية الراقية والكبيرة المقدمة في هذه الدورة، وقال في هذا الصدد “لقد أهدتنا الفعاليات الحاضرة عيونها لنرى بها العالم، وآذانها لنصغي إلى ما يغمره من أصوات”.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة ال23 للمهرجان الدولي لفن الفيديو، تنعقد هذه السنة تحت شعار “الواقع الافتراضي وخلق عوالم متخيلة جديدة”، ويشارك فيها مبدعون في مجال فن الفيديو من طلبة وأساتذة وفعاليات من جامعات العالم، ينتمون إلى 40 دولة تمثل القارات الخمس.

وتشهد نسختها الحالية تنظيم ست ورشات متعددة المحاور، تواكب التقني والفني والوظيفي والإبداعي والتواصلي في آن واحد، يستفيد منها 120 طالبا في إطار التكوين الموازي للدروس الأكاديمية.

vous pourriez aussi aimer