سلطانة

“كتائب نسائية” بمواقع التواصل الاجتماعي في المغرب لمواجهة الابتزاز الجنسي

تنتشر في المغرب بشكل متسارع  حالات الابتزاز الجنسي لنساء بعد الإيقاع بهن على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وقد ابتكرت مجموعة من النساء “كتائب نسائية” مهمتها رصد المبتزين وكشف حساباتهم وصورهم لفضحهن وتحذير النساء منهم.

 

منذ بداية العام الجاري، تقدمت العشرات من النساء المغربيات، من هن المتزوجات والعازبات بشكايات تعرضهن للابتزاز الجنسي، عبر التهديد بنشر صور ومقاطع فيديو لهن على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإباحية، ومساومتهن لممارسة الجنس، أو دفع أموال لمنع تسريب تلك المقاطع التي سرقت منهن عن طريق القرصنة أو منحنها طواعية لمن أصبحوا يستغلوهن بها.

 

قضايا الابتزاز الجنسي في المغرب، يصعب حصرها ، نظراً للتكتم الشديد بحكم طبيعية المجتمع، وهناك نساء يخترن التنازل عن حقهن ومتابعة الجاني، مع توقيعه على الالتزام بعدم ابتزازهن مجدداً، كي لا يتعرضن لـ”فضيحة”.

 

لكن وفقا، لأحدث إحصائية نشرها “تجمع دولي على الانترنت” مقره لندن، فإن نسبة 30 في المئة من عمليات الابتزاز الجنسي حول العالم تحدث في المغرب.

 

تحدثنا إلى عدد من النساء اللاتي تعرضن للابتزاز الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينهم (م ع)، وهي امرأة متزوجة في الخامسة والعشرين من عمرها وأم لطفل في الرابعة من عمره وتعيش بمنطقة الجنوب، تحديداً اقليم شتوكة أيت باها.

 

وتروي (م ع) كيف تعرفت على شاب يصغرها بـ5 سنوات في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وبحكم عمل زوجها (حارس أمن خاص)، كانت تقضي ساعات الليل في الحديث مع هذا الشاب ثم تحولت الأمور لتبادل النكات والصور ذات المحتوى الجنسي.

 

التحول في حياة (م ع) بدأ حين وافقت على مواصلة الحديث مع الشاب على تطبيق “واتسآب”، فأصبح يلح على رؤيتها في أوضاع حميمية.

 

وتقول “وافقت على طلبه أكثر من مرة، نظراً للثقة التي وضعتها فيه، وعدم الشك ولو للحظة واحدة أنه قد يلجأ يوماً لاستغلال الصور التي ارسلها له”.

 

وأضافت (م ع) “بعد مرور نحو 3 أشهر، تغير سلوك الشاب فأصبح يطلب رؤيتي عبر الفيديو، ويلح على أن أكون عارية، لم أوافق على طلبه هذا، لكن كنت أبعث له صوري شبه عارية، ويوماً ما عرض علي ممارسة الجنس مباشرة، فرفضت طلبه خوفاً على ابني قبل كل شيء، وما قد يحدث إذا ما اكتشف زوجي هذه العلاقة”.

 

بعد رفضها ممارسة الجنس معه بدأ الشاب في طلب المال، عبر إرسال تحويلات، مع التهديد بنشر صورها، إن رفضت فما كان منها إلا أن دفعت له المال مرتين واقترضت مبالغ من أفراد أسرتها لتبعث له المال.

 

وتقول (م ع) إنها فكرت أكثر من مرة في الإبلاغ عنه للسلطات، لكن خوفها من اتهامها بالمشاركة في الفعل يدفعها للتراجع.

 

حكاية سيدة أخرى، تكشف تحول الدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي من مجرد تبادل للكلمات، إلى كابوس قد يقلب حياة النساء.

 

ففي العاشر من شهر مارس الجاري، وبعد صمت دام لأشهر، فجرت سيدة بمدينة انزكان، قضية ابتزاز شاب لها بعد ما قادتها الثقة لمنحه حاسوبها الشخصي من أجل إصلاحه.

 

وتقول السيدة، حسب إفاداتها لمصالح الدرك الملكي، إنها حاسوبها تعرض لقرصنة  بعدما سلمته للشاب من أجل إصلاحه، فقام باستعادة الصور الخاصة بها التي حذفتها من الجهاز قبل أن تسلمه له.

 

وتروى السيدة وتدعى (ع ك) على الشاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان دائما يحدثها عن خبرته في مجال المعلوميات والهواتف الذكية، ويعرض عليها خدماته إن احتاجت أي مساعدة، ويوماً ما حصل عطب بحاسوبها، لتتصل به عبر “فيسبوك”، وتطلب منه إصلاحه، وقامت بمسح كل المحتويات الشخصية ، لكنه تمكن من استعادة الصور وبدأ في مساومتها بممارسة الجنس معه أو منحه قدراً من المال شهريا مقابل عدم نشر الصور.

 

ولم ترضح (ع ك) لتلك التهديدات وقررت الإبلاغ عنه رغم أنها متزوجة، واعترف الشاب للشرطة أنه سرق الصور من حاسوبها.

 

وفي محاولة لمواجهة حالات الابتزاز ومساعدة ضحاياها، دشنت فتيات ونساء في المغرب “كتيبة الكترونية” مهمتها التخفيف من وقع ابتزاز النساء وحمايتهن من الوقوع في تلك الأزمة.

 

تحدثنا إلى سناء اليماني، وهي تدرس علم الاجتماع، وواحدة من الشابات اللاتي يساهمن بأسماء مستعارة داخل موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتطبيق “واتسآب”، ضمن مجموعات سرية نسائية مهمتها فضح أسماء محترفي الابتزاز الجنسي.

 

وتقول سناء عن التجربة لـ”أصوات الكثبان”، إنهن يعملن على تشجيع كل من تعرضت للتحرش أو طلبات جنسية خلال الدردشة في مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، على نشرها في المجموعات السرية وإرفاق صورة وحساب المبتز.

 

وتشرح سناء، أن المجموعات النسائية تمكنت من تجميع معلومات مهمة عن عدد من محترفي الدردشة مع الفتيات واستدراجهن لتبادل رسائل وصور جنسية، لاستغلالها لاحقا، كما أن القصص التي ترويها الفتيات كل يوم تجعل النساء يأخذن العبرة ورصد من يرغبون في ابتزازهن.

  • مهدي الحريزي – أصوات الكثبان
vous pourriez aussi aimer