سلطانة

سهام زبدة… مغربية جعلت من تغيير الصور النمطية عن المهاجرين بإسبانيا معركة لها

سهام زبدة أستاذة جامعية شابة، في بداية مسارها الاكاديمي، لكنها عرفت سلفا كيف تعطي معنا لعملها وتجعل من وضعها كإطار منحدر من الهجرة بإسبانيا حافزا لتغيير الصور النمطية حول المهاجرين، وهدفها في حياتها.

حصلت سهام على الإجارة بتطوان قبل أن تتوجه إلى طنجة حيث نالت شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والأورومتوسطية من جامعة عبد المالك السعدي والجامعة الدولية للأندلس، وحزمت حقائبها إلى قادس حيث أكملت دراستها الجامعية وحصلت على الدكتوراه.

وما إن حطت هذه المرأة، المنحدرة من تطوان والأستاذة لمادة القانون الدولي والعلاقات الدولية، الرحال بإسبانيا للدراسة بجامعة قادس (الأندلس جنوب) حيث تعمل اليوم، حتى شحذت فكرها النقدي ضد تنميط المهاجرين، مواصلة معركتها ضد الأفكار المسبقة عن هذه الفئة التي بدأتها تحديدا خلال فترة بحثها عن تأشيرة الدراسة.

وكانت الشرارة الأولى عدم تفهم إحدى المسؤولات في القنصلية الاسبانية أن أسرة سهام من ستتكفل بنفقات دراستها في هذا البلد الايبيري، في الوقت الذي يضطر فيه غالبية الطلبة الإسبان للعمل من أجل تغطية مصاريف الجامعة، وكانت دهشتها كبيرة عندما رفض طلبها قبل أن يتم قبوله بعد عدة رسائل وطعون تقدمت بها.

وقالت سهام في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء “إن رفض منحي تأشيرة، رغم استيفائي كل الشروط، حيرني وجعلني أفكر في الأمر، قبل أن أكتشف بعد استقراري في إسبانيا أن المجتمع كون صورا نمطية خاطئة عن المهاجرين، لاسيما النساء”، مضيفة “منذ وصولي إلى إسبانيا فوجئت بسلسلة من الأسئلة حول بلدي وتقاليدي، ووضع المرأة في المجتمع، وخلط بين الإسلام والإرهاب”.

وبالنسبة لها، فإن الأفكار حول الهجرة هي مرادف لعدم الاندماج في المجتمع المضيف، ونتيجة يتحمل فيها المهاجر مسؤولية كبيرة، مبرزة أنه “عند الحديث عن الاندماج في المجتمع المضيف، نحمل المسؤولية للغير بسبب جنسيتنا وهويتنا وديننا وتقاليدنا، وهو ما أخالفه تماما”.

وشددت هذه الجامعية المغربية أن الاندماج رهين بالطرفين “إذ أن على من يختار الهجرة إلى بلد آخر والعيش وسط مجتمع جديد الاضطلاع على عادات هذا المجتمع وعلى خصائصه وطرق عيش وتفكير أهله”، قائلة إنها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام وضعها بإسبانيا، وسعت لمحاربة الصور النمطية حول الهجرة وتعزيز اندماج أفضل للمهاجرين.

وشاركت سهام، في هذا السياق، في عدة دورات تكوينية وورشات عمل حول الهجرة ودور التعددية الثقافية والتنوع الثقافي في المجتمعات الحديثة، ومؤتمرات دولية حول موضوعات من قبيل “الوساطة بحوض المتوسط”، و”التعاون عبر حدود مضيق: الفرص والتحديات”، أو “إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.

كما تهتم سهام زبدة بظاهرة الهجرة السرية باعتبارها عضوا في كرسي جان مونيت بجامعة قادس، وفي مشروع “الابتكار والبحث والتطوير” حول الأمن والحدود الخارجية، الذي تموله وزارة التربية والعلوم الاسبانية.

وإضافة إلى نشاطها في هذا المجال كأكاديمية، اختارت سهام العمل التطوعي ضمن منظمات غير حكومية، مثل “فولانتاروس بور أوترو موندو” التي توظف فيها موهبتها في ميدان التواصل بالمفردات السهلة، لكسر الصور النمطية حول المسلمين، والمرأة المسلمة، وتمكين الراغبين في الانفتاح على الثقافة الاسبانية وتحقيق اندماج أفضل في المجتمع المضيف.

وتدرك سهام زبدة، العضو أيضا في منتدى المثقفين والمهنيين من أصل مغربي بإسبانيا، أن معركتها لن تكون سهلة وأنها تمر حتما بمسلسل طويل، مشيرة إلى أنه إذا كان تشكيل الصور النمطية سهلا فإن محوها يبقى أمرا صعبا جدا.

vous pourriez aussi aimer