أمينة مجدي.. ابنة دمنات التي نقلت تجربة المرأة المغربية لـ 5 ولايات أمريكية
بفضل الحماس والدينامية التي تغمرانها والثقة في قدرتها على التعايش مع الآخر، استطاعت الفاعلة الجمعوية أمينة مجدي، التي مثلت المغرب في خمس ولايات بالولايات المتحدة الأمريكية في إطار برنامج الزوار الدوليين للتمكين الاقتصادي للمرأة القروية، أن تعمل على تحقيق حلمها الذي راودها منذ نعومة أظفارها لمساعدة الآخرين وترك بصمة توقع بها على مسارهم.
وبصمت أمينة مجدي ابنة دمنات، التي ترعرعت وسط أسرة تؤمن بالعمل الجمعوي حيث أمضت طفولتها بين الجمعيات ودار الشباب بمسقط رأسها، بخبرتها وكفاءتها على ترسيخ نموذج الشابة التي نجحت في تحقيق ما كانت تتطلع إليه منذ انخراطها بقوة في العمل الجمعوي، حيث تسلحت بالجد والمثابرة ورسمت لنفسها موقعا متميزا داخل النسيج الجمعوي الذي تشتغل به ما أكسبها تجربة غنية في مجال ممارسة العمل الجمعوي.
رحلة أمينة، التي تشغل منصب رئيسة الاتحاد الجهوي لنساء المغرب ورئيسة تعاونية سند الفلاحية الذي يتواجد مقرها بالجماعة الترابية أولاد أمبارك بضواحي مدينة بني ملال، بدأت مع حصولها على الإجازة في الأدب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان ، حيث اشتغلت بمؤسسة للتعليم الأولي الشيء الذي مكنها من التواصل مع نساء المنطقة في وضعية صعبة، وكذا من العمل والمشاركة في إعداد وانجاز مشاريع وتكوين الفتيات والنساء في مختلف المجالات ومساعدتهم في إنشاء مشاريع مدرة للدخل.
واستطاعت الفاعلة الجمعوية طوال مشوارها في العمل الجمعوي، الذي امتد إلى أزيد من عقدين شاركت من خلاله في العديد من المحافل والملتقيات والمعارض الوطنية والدولية ، تأسيس تعاونية أطلقت عليها اسم “خميسة أطلس للصناعة التقليدية” شكلت انطلاقتها في مسيرتها الحافلة بالعطاء الشيء الذي مكنها من الاستفادة من تكوينات مهمة في مختلف المجالات ، التسيير المقاولاتي والتدبير المالي والتسويق والتكنولوجيا.
وبخصوص الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أكدت الفاعلة الجمعوية أن هذا الموعد السنوي يشكل محطة للوقوف على حصيلة المكتسبات على امتداد سنة كاملة من العمل الجاد والنضال المتواصل لنساء التعاونية، كما يعد مناسبة للنساء للتعبير عن قضاياهن وانشغالاتهن وفرصة لطرح بعض المشاكل والصعوبات التي تواجههن سواء على المستوى المعنوي أو المادي.
وأشارت إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هو أيضا مناسبة لتعميق النقاش في الكثير من القضايا التي تقف حجرة عثرة أمام المرأة وتحرمها من المساهمة الفعالة في التنمية ومن بينها القيام بحملة وطنية واسعة للتنديد بما تعانيه المرأة القروية من تهميش وحرمان وقسوة طبيعة، والانكباب بجدية على موضوع المرأة القروية، والتخفيف من معاناتها ،إلى جانب محاربة آفة الأمية في صفوف النساء، والتصدي لظاهرة الهدر المدرسي خصوصا بالنسبة للفتيات و تزويج القاصرات.
وأضافت المتحدثة أن تحقيق مجموعة من المكاسب لفائدة المرأة المغربية يطرح ضرورة تعزيزها والحرص على تطبيقها حتى يستفيد منها النساء، مبرزة أن الحركة النسائية لازالت تناضل من أجل حقوق اقتصادية واجتماعية فعلية للنساء وضرورة حث الحكومة والجماعات المحلية على تحمل مسؤوليتها للقضاء على الأمية ومظاهر الفقر والتشرد، وإقرار مبدأ تكافؤ الفرص والرفع من تمثيلية النساء في الحقل السياسي وبالتالي إقرار مواطنة كاملة وفعلية للمرأة المغربية.
واعتبرت مجدي أنه لا يمكن التغلب على هذه القضايا بدون ضمان إشراك حقيقي لمختلف فعاليات المجتمع المغربي، من خلال اعتماد تدبير استراتيجي تشاركي وتضامني، يتم تضمينه بمقتضيات قانونية كفيلة بتفعيل مقتضيات دستور 2011 وسياسات تنموية تقوم بإعداد مشاريع تنموية للنهوض بوضعية المرأة القروية ومحاربة الجهل والأمية وخلق مبادرات للتشغيل الذاتي وتقديم الخدمات الطبية والاجتماعية.
رضا السقاط – وكالة المغرب المغربي للأنباء