حنان الحمداوي… فنانة عصامية اتخذت الريشة وسيلة لبث صوت المرأة
“القهر والحرية.. الكبت والأحلام”، مواضيع متناقضة وأفكار صعبة التلاقي، لكنها وجدت طريقها إلى الواقع عبر أنامل الفنانة التشكيلية حنان الحمداوي، التي إتخذت من تلك الكلمات الأربعة ثيمة مميزة للوحات خرجت من طنجة وعرفت طريقها لكبريات المعارض والمحافل الوطنية.
عشقت الرسم منذ نعومة أصابعها، طورت نفسها بنفسها، وأمنت أن الموهبة التي حباها بها الله يجب أن تقدم كما هي دون إشراف من معهد للفنون أو أساتذة متخصصين، فالرسم من وجهة نظرها هو وسيلة مختلفة للتعبير، حيث أن الروح والذات يشتركان في لحظات معينة في تجسيد لوحات تعبر عما قد يخالج المرء دون أن يكون مدركا لذلك، لذا فقد دأبت حنان على إطلاق العنان لريشتها وتركها تتحدث بالنيابة عنها.
ساعد الرسم حنان في التغلب على مصاعب كثيرة واجهتها في الحياة، حيث كان هذا الأخير سببا في عودتها لمقاعد الدراسة ونيلها لشهادة الإجازة في العلوم الإقتصادية، بعد انقطاع دام أزيد من سبع سنوات، قامت خلالها بالإنكباب بشكل شبه كلي على الإبداع.
وترى حنان، أن الفن هو إبداع ينبع من داخل الذات الإنسانية وانعكاس لما تختزنه من أحاسيس وهواجس، حيث يشغلها هاجس الإنسان المقهور، الإنسان الذي يتألم وحيدا في صراعه مع الحياة، وتستهويها صرخات الإنسان المكبوتة التي تختصر حلم العيش في دفء وأمان.
وتغلب صورة المرأة على لوحات حنان، حيث ترى أن في رحلتها مع الإبداع، سكنتها المرأة بكل ما يحمله هذا العنصر من أبعاد ومعاني، فباعتبارها تنتمي إلى جنس النساء، فإنها على دراية بمشاكلهن ومعاناتهن، حيث أن المرأة التي بداخلها لا تتوارى في أن تطـفو على سطح لوحتها و تجسد كل ما تحملها من أحلام وآمال، فالمرأة بالنسبة لها هي أيضا الأمة، أمة مقهورة مضطهدة سلبتها قسوة الحياة كل السبل المؤدية إلى السعادة والعيش في هناء، أمة تحلم بالأمان والسلام لا تملك إلا شعاعا من الأمل في غد أفضل.
ورغم ضعف الوسط الفني بالمملكة وقلة المهرجانات والمعارض المتخصصة، فقد تمكنت لوحات حنان من السفر والإنتقال إلى أماكن كثيرة، حيث شاركت في العديد من المعارض الفردية والمشتركة، رغبة منها في تقريب المتلقي ومتذوقي الفن من إبداعاتها.