قرية صغيرة بالمغرب تتحول لعاصمة “الابتزاز الجنسي” بالعالم وضحاياها وصلوا إلى حد الانتحار
“كيف لشباب يقطنون في قرية صغيرة بقلب المغرب أن يغيروا حياة ألاف الأشخاص حول العالم ويتسببوا في وفاة أخرين؟”… سؤال غريب إنطلق منه عدد من الصحفيين الأجانب في محاولة منهم لمعرفة الأسباب والدوافع التي جعلت من مدينة “واد زم” عاصمة للإبتزاز الجنسي عبر الأنترنت في العالم.
أزيد من ثلاثة ألاف شاب ينحدرون من مدينة واد زم بالقرب من “بني ملال”، يعيشون منذ سنوات على الإبتزاز الجنسي، حيث يستغلون صورا وفيديوهات لممثلة أفلام إباحية كولومبية تدعى “ديانا بيريز”، من أجل الإيقاع بضحاياهم وسلبهم مبالغ مالية كبيرة تصل إلى ملايين الدراهم في بعض الأحيان.
“حمزة “، شاب مغربي يبلغ من العمر 19 سنة، أحد المبتزين المنتمين لمدينة واد زم والوحيد الذي قبل الخروج إلى العلن من أجل شرح كيفية وقوع هذا النوع من الإحتيال، حيث أكد في تصريح لصحيفة “ذا سن” البريطانية، أن إتقان اللغة الإنجليزية أهم ما في الموضوع فبدونه لا يمكنك إتمام العملية بنجاح.
وأضاف حمزة، الذي ظهر بوجه مكشوف لوسائل الإعلام، أنه يقوم في الأول بخلق حساب جديد على “الفايسبوك” بإسم فتاة أجنبية، ويقوم بإضافة الرجال والشباب اللذين يمتلكون أصدقاء كثر وأفرادا من عائلتهم على هذا الموقع الإجتماعي، وذلك قبل الشروع في الحديث معه وإرسال صور مثيرة له قصد إستدراجه للدخول في محادثة “فيديو” عبر برنامج “سكايب”.
ويؤكد الشاب، أنه فور قبول الضحية الدخول في محادثة مرئية عبر هذا البرنامج، يتم تسجيل جميع حركاته بالصوت والصورة في إنتظار قيامه بحركة لا أخلاقية أو تفوهه بكلمة خارجة، والتي يتم إرسالها له فيما بعد وتهديده بنشرها في حالة ما لم يقم بإرسال مبلغ مالي يتم تحديده بناء على الوضعية الإجتماعية والمادية للضحية.
وبعد أخذ ورد وتهديد صارم من طرف المبتزين، يرضخ الضحية للطلب، حيث يقوم بإرسال مبلغ مالي يصل إلى عشرة آلاف درهم، أي ما يعادل 800 باوند إنجليزي، مقابل حذف الصور بشكل نهائي وتجنب الفضيحة.
هذا المبلغ الكبير تسبب في مشاكل عديدة لأشخاص رفضوا أو عجزوا عن تأديته، حيث قام بعض من المبتزين بنشر أشرطة وصور تخصهم على مختلف الصفحات ومواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي أدى إلى حدوث العديد من حالات الطلاق بالإضافة إلى حالة إنتحار سجلت باسكتلندا، بعدما قرر الشاب “دانيال بيري” البالغ من العمر 17 سنة وضع حد لحياته بسبب هذا النوع من الإبتزاز.
وعلى الرغم من أن الشرطة تقوم بشكل دوري، بمعالجة الشكايات الواردة بخصوص هذا النوع من الإحتيال، إلا أن العدد الكبير لهؤلاء يصعب معه المأمورية ويجعل من الحد من هذه الظاهرة أمرا صعبا ومعقدا للغاية.