سلطانة

فاطمة الورياغلي.. دقة وإصرار في خدمة المعلومة المالية “الصحيحة”

تؤثت افتتاحياتها، كل يوم جمعة، الصفحة الأولى لأسبوعية “فينانس نيوز إيبدو”، المعروفة في عالم الاقتصاد والمالية بالمغرب، ليتقدم لقرائها تفاصيل ما يجري قي عالم الأعمال ، دون أن يكونوا بالضرورة على علم بسر نجاح صاحبة التوقيع التي استطاعت أن تفرض حضورها في مجال لا يتاح فيه النجاح للجميع، كما هو شأن عالم الإعلام.

ويعود نجاح فاطمة الورياغلي، في تسلق سلم المهنة لتبلغ منصب مديرة نشر الأسبوعية، كما قالت وهي تتحدث لوكالة المغرب العربي للأنباء بنبرة هادئة ، إلى الدقة والإصرار ، شعارها في الحياة ” التفكير والتقاسم والبناء” ، الثلاثية التي تؤطر حياتها اليومية في العمل وخارجه.

وترى فاطمة، وهي حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في العلاقات الاقتصادية الدولية أنه “من الضروري تحقيق توازن وانسجام ما بين التدبير اليومي وتصور الحياة ككل “.

وهكذا أصحبت الحياة قضية توازن بالنسبة للسيدة الورياغلي. الأمر يتعلق بمبدأ لكن أيضا بوسيلة للمضي قدما إلى حين تحقيق كل الأحلام وشق مسار فريد على راس أسبوعية شعارها الدقة والنجاعة.

وكلما سئلت عن الشرارة الأولى التي دفعتها في هذا الاتجاه ،أي عن تلك اللحظة التي حسمت فيها أمرها للسير في هذا الطريق وليس غيره، تتحدث المديرة العامة لمجموعة النشر فينانس نيوز إيبدو عن تدريب قامت به في ديوان وزاري أعجبت خلاله وعن قرب بالإعلام والتواصل خاصة في المجال الاقتصادي. “إنه خيار صائب ، أستمتع بما أقوم به اي بمهنة الصحافة ونشر الخبر” تقول قاطمة متحدثة عن عملها الزاخر بالتحديات .

في مكتبها الواقع في شارع المسيرة الخضراء بالدار البيضاء، لا يجد الملل طريقه إلى المتخصصة في وسائل الإعلام، وعضو المكتب الفدرالي للفدرالية المغربية لناشري الصحف. فهي تتحمل مسؤوليات كبيرة وتقوم بالخصوص بمهام متعددة واستراتيجية.

لكن فاطمة الورياغلي مؤهلة لذلك، فهي تحرص على تحفيز مختلف فرق العمل من خلال وضع الوسائل الضرورية لتحقيق الأهداف رهن إشارتها. وفي النهاية فإن الأمر لا يقارن بما كان عليها القيام بها عند إطلاق أسبوعية فينانس نيوز إبدو قبل 17 سنة، في فترة “مزدهرة تميزت بالخوصصة وإدراجات في البورصة وإطلاق هيئة التوظيف الجماعي للقيم المنقولة”.

وبالنسبة للسيدة الورياغلي، رئيسة المقاولة، فإن سر النجاح يكمن في التواصل الجيد، والنجاح في النهوض بمهام المنصب مع تمكين شباب آخرين من البروز. وبالفعل ففي مطلع الألفية الجديدة ، الفترة التي عرفت طفرة في ظهور مدارس مختصة في المالية والتدبير ، منحت الورياغلي الفرصة للعديد من الطلاب والباحثين.

وبعد أن أصبحت اسما معروفا في المشهد الإعلامي، برز أسمها بشكل أكبر من خلال المساهمة في إنشاء قناة تلفزيونية على الانترنيت متخصصة في المالية وكذا منبر ورقي جديد ضمن منشورات المجموعة هو ” أوطو نيوز ” المجلة الشهرية المختصة في عالم السيارات إضافة إلى النشرة الإخبارية ” لا كوتيديان” التي تم إطلاقها سنة 2012.

وتؤكد أم إيناس ولينا، أنها مطالبة يوميا برفع العديد من التحديات بدءا بإيجاد التوازن المطلوب بين تدبير شؤون البيت والأسرة وتدبير العمل المهني ومن ثمة بذل كل الجهود الممكنة للنجاح على الواجهتين معا. المهمة صعبة لكنه رهان رفعته فاطمة الورياغلي دون أن تشكو قط لأنه كما قالت ” اختياري وهو اختيار كل المغربيات تقريبا ” .

وأكدت فاطمة أنها تؤمن بـتأثير مختلف الأصوات الإعلامية، وخصوصا صوتها هي نفسها لأنها تجسد أحد الأصوات المؤهلة للمساهمة في ترسيخ حقوق المرأة وإسقاط كل الأحكام الجاهزة .

وقات السيدة فاطمة الورياغلي ” لقد تقدمنا بمطالب ولو لم تكن هناك وسائل اعلام ونساء مثلنا، فإنه ما كان للخبر أن يصل إلى حيث يجب أن يصل ” قبل أن تضيف بشيء من المرارة أنه” لا ينظر مع ذلك للمرأة الصحافية في المغرب كما ينظر للرجل الصحافي ”

وتعتقد فاطمة أن للمرأة المغربية مكانتها في الساحة الاقتصادية وفي عالم الأعمال، بدليل وجود نساء على رأس مؤسسات كبرى وشغلهن مناصب اتخاذ القرار ومع ذلك فإن ” هناك الكثير الذي مازال يتعين القيام به”

والسيدة الورياغلي لا تفكر فقط وهي تتحدث عن المرأة ، في المرأة المتعلمة والحضرية بل ايضا في المرأة القروية التي لم تتح لها الفرصة لولوج المدارس وفي الظروف القاسية التي تواحهها أحيانا. هكذا تطرح فاطمة الورياغلي قضية المرأة في شموليتها، تماما كما تفعل عند تناول كل الأخبار التي تقترحها على القراء.

  • صفاء بنور – وكالة المغرب العربي للأنباء
vous pourriez aussi aimer